> هاني السعدي اليافعي

تضج وسائل التواصل الاجتماعي وتكتظ بكم هائل من التعليقات الساخطة على موقف هنا أو تصريح هناك، بل قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التخوين وربما السباب والشتم..! وهنا أودّ أن أذكّر الجميع أننا نعيش في ظرف استثنائي لم تكتفِ الحروب والفتن بحرقه وطرقه.. حتى زاده الفقر والجوع ألماً وكمداً.. للأسف الشديد.
يجب أن نعي جميعاً أن القناعات في زمن الفتن قد تتأثر بما يدور حولها، ربما نتفهم بعضها، ونستغرب بعضها الآخر، ولكن يجب ألا يكون التخوين والسباب والشتم في هذا أو ذاك إحدى الخيارات التي نلجأ إليها في النقاشات مهما كان ميدانها.

صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من تربى على يده الشريفة تعرضوا لهذا الأمر وتواجهوا في أكثر من موقعة، وقُتل من المسلمين الكثير والسبب هو في اختلاف القناعات ووجهات النظر.
نعم هكذا هي فاتورة الفتن في الأمة.. فإذا كانت قد حدثت في ذلك الزمان بعهد النبوة، فما بالنا بفتنة الحاضر التي تبعد أربعة عشر قرناً عنهم..! وتذكروا أن ليس كل من خالفنا الرأي خائن وباع القضية.. إلخ، قد تتوحد الأهداف وتختلف طرق التنفيذ.

لذلك أوجه نصيحتي للجميع، مسؤولون وعامة الشعب، وأقول للمسؤولين كفوا عن إطلاق تصريحات من شأنها استفزاز مشاعر الناس، فوالله إنكم بذلك شركاء في أي ذنب ناتج عن سبابكم وشتمكم، أما عامة الشعب فأقول لهم اتقوا الله في حسناتكم، ولا تبعثروها بتعليق هنا أو سباب هناك، أنتم والله أولى بها يوم القيامة.​