> د. اسمهان بن بريك

يشهد ميناء عدن حراكا منذ سنوات، ازدادت وتيرته مع تعطل ميناء الحديدة مؤخرا. وهكذا تسارع في عودة الميناء بشكل بسيط لسابق عهده.. تطلب استعادة الإمكانات والجاهزية التي كان يمتلكها هذا الميناء.. ومن ضمن الخلل الواضح في هذه المنشأة وجاهزيتها.. تراه عين المواطن المجردة.. مسألة هامة.. تتمثل في عملية الشحن والتفريغ ومرور قاطرات الشحن والتوزيع الداخلة والخارجة من الميناء. وما تشكله من خطر على الطريق العام المجاور للمنطقة الحرة.

والمثير للأمر توفر أراض للمنطقة الحرة بمساحات شاسعة قريبة من الميناء، كانت ستساعد في دعم وتطور الميناء، لكن استقطاعات كبيرة للأراضي المملوكة للمنطقة الحرة التي كانت ستؤدي إلى إعلاء شأن مدينة عدن في هذا المجال الحيوي والهام من جديد، والذي سيدعم خزينة الدولة وانتفاع مواطنيها بخدمات عمل ووظائف.. ذهب مع أدراج الريح في ظل تخبط سياسي وعدم اهتمام من قيادة السلطة المركزية والمحلية لهذه الثروة.

ما يشغل البال هو عدم استغلال الأراضي المخططة لتأهيل المنطقة، جهة كالتكس وما بعدها، وصولا بالطريق المحاذي للمنطقة الحرة والمقابلة للميناء التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا للطوابير الطويلة للقاطرات والعربات المتوسطة والثقيلة التي تنتظر دورها في تفريغ وشحن البضائع، ثم مرورها معنا في الطرق العام نهارا.. وهو يعج يوميا بالطلاب والمدرسين والموظفين وأهالي منطقتي البريقة والشعب.

لكم أن تتخيلوا هذا الكم الهائل من تلك القاطرات وعربات الشحن الثقيلة تمر بجانبكم يوميا! بدون أدنى مقومات السلامة، بل يصل الحد أن تتأرجح أبواب الحاويات على مصراعيها وهي تخطو بثقلها في الشارع العام... مع وقت انتهاء دوام الطلاب ومعلمي وموظفي كليات الحرم الجامعي في مدينة الشعب وأهالي البريقة بالظهيرة.. كم لكم أن تتصوروا ذلك في بدايات المساء وهذا الشارع بدون أعمدة نور منذ ميلادي! وكأنما طريق البريقة الذي تغنى به الفنان الراحل بلفقيه ليس موضع اهتمام أي سلطة عرفتها عدن!

لقد أصبحت الطرقات العامة القريبة من الميناء بؤر موت متوقعة... لقد نجونا في هذه الطرقات من عدة كوارث، بدءا من مناوشات القاعدة ورجال الأمن في كالتكس منذ سنوات سواء بالتفخيخ أو الرصاص الحي، وقاطرات البترول والديزل القادمة والذاهبة لمصفاة عدن بالبريقة.. كل ذلك الخطر واجهناه في هذا الطريق الأسود، ولا زالت كوارثه لم تنتهِ.

رسالتنا لكل مسؤول بدءًا من وزير النقل ومدير المنطقة الحرة ونقابة النقل المتوسط والثقيل والسلطة المحلية.. والإدارة العامة للمرور في درء الكوارث قبل وقوعها.. من خلال تنظيم عملية دخول وخروج قاطرات وعربات الشحن الثقيلة والمتوسطة، وإبعاد مكتب نقابة النقل المعنى برسوم دخول وشحن تلك العربات عن الشارع العام، ورصف طريق خاص بها يبتعد عن الطريق العام، مع تنظيم سيرها في أوقات محددة وأن لا تسلك الطرق العامة والمأهولة بالسكان، مع وضع مخالفات تتعلق بضمانات السلامة والأمان، واستبعاد المخالفين.

الطريق العام يسير عليه الجميع، وأهمهم فلذات أكبادنا في بداية رحلة حياتهم الجامعية، حبذا ألا نخسرهم باتباع إجراءات بسيطة واتخاذ قرارات جازمة لدرء المشكلة.. حماهم الله وحمى الله عابري الطريق.