> الرياض «الأيام» انوج شوبرا:
وجد عامل الكهرباء السوداني نفسه عالقا في العاصمة السعودية الرياض دون عمل وهو مفلس تماما، ولكن كغيره من العمال غير النظاميين، يعلق آماله بأن يشكل تفشي فيروس كورونا المستجد فرصة له للمغادرة.
وكشف الوباء بحسب نشطاء عن وضع العمال في السعودية الذين يعيشون في مساكن مكتظة للغاية وعن مشغلين يستغلونهم.
ويرى كثيرون أن أساس المشكلة هو نظام الكفالة الذي يقول منتقدوه إنه يربط العمال بمشغليهم السعوديين، حيث انهم بحاجة إلى أذنهم للدخول والخروج من المملكة وحتى تغيير وظيفتهم.
ويقول حاتم الذي وصل المملكة في عام 2016 إن نظام الكفالة "نظام مجحف شديد جدا".

وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 200 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد وقرابة ألفي حالة وفاة.
وبالنسبة لحاتم الذي يعيش معتمدا على مساعدات من الناس، فإنه دعا سفارة بلاده للضغط على السلطات السعودية لمنحه تأشيرة الخروج التي يحتاجها لمغادرة المملكة.
ومن جانبه، روى مسؤول من جنوب آسيا لفرانس برس تلقيه طلبات مماثلة لتأشيرات الخروج من عمال عالقين في السعودية تراكمت عليهم الديون.
لكن يتخوف كثيرون من الذهاب إلى هناك.
وأوضح عامل مصري (36 عاما) اشترط عدم الكشف عن اسمه أنه لن يخاطر بذلك بعد أن أخذ قرضا كبيرا للعمل في المملكة كسائق خاص.

وكان حاتم بحاجة إلى دعم عائلته الكبيرة، لكنه قال إن هذا الطلب أدى إلى اقتراضه المزيد من الاموال ليدفع لكفيله.
وبحسب شاكر فإنه "بالنسبة لمئات الآلاف من العمال، فإن المخالفة ليست خيارا" موضحا أن بإمكان الكفيل تقديم بلاغ هروب "عبر لمسة زر على الإنترنت" أو يختارون عن قصد تجاهل تجديد إقامة العمال.
أ.ف.ب
بينما تسبب فيروس كورونا المستجد بمغادرة عدد كبير من العاملين الأجانب، يقول حقوقيون إنه من المحتمل وجود مئات الآلاف من العمال غير النظاميين عالقين في السعودية ما يعقد جهود المملكة في مكافحة المرض.
ودعا حقوقيون المملكة إلى إعادة النظر في سياستها وإعفاء العاملين الذين قدموا إليها قبل سنوات للعمل ولكنهم وجدوا أنفسهم عالقين في فقر وديون جعلت من الصعب عليهم المغادرة وتركتهم أكثر تعرضا للوباء.
ويؤكد حاتم (45 عاما) الذي يعيش مختبئا في الرياض لتجنب اعتقاله "أنا لدي ستة أبناء ووالدتي واختي الكبيرة يعيشون في وضع صعب في السودان والأسوأ منه هنا".
وقامت السعودية التي يقيم فيها نحو 10 مليون أجنبي بطرد مئات الآلاف من العمال غير الشرعيين في السنوات الاخيرة.

حاتم ، وهو كهربائي سوداني وعامل فقير مثقل بالديون يبلغ من العمر 45 عاما ولديه تصريح إقامة منتهية الصلاحية ، يختبئ لتجنب الاعتقال
ولكن يجد الكثيرون مثل حاتم أنفسهم عالقين في دوامة من الديون ولا يسمح لهم بالمغادرة قبل تسديدها.
"العفو"
ويقول أنس شاكر وهو باحث في "ميغرانت رايتس"، لفرانس برس "على الحكومة السعودية أن تمنح العفو للعمال غير النظاميين من أجل تسوية وضعهم أو العودة إلى بلدانهم".وحذر شاكر من أن عدم القيام بذلك يهدد بتفاقم الوباء.
وتقول مصادر طبية إن عاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين هم من بين الضحايا وأن غرف العناية المركزة تجاوزت طاقاتها الاستيعابية.
ودعا سعوديون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى طرد العاملين الأجانب واتهموهم بنشر المرض.
بينما دعا كاتب مقال في صحيفة سعودية إلى "تنظيف" المملكة من العمالة الأجنبية الزائدة.

ولم ترد سفارة السودان ولا السلطات السعودية على طلب فرانس برس التعليق.
وكانت السعودية أعلنت استثنائيا في مارس الماضي تقديم العلاج لفيروس كورونا المستجد بشكل مجاني للعمال غير النظاميين وتعهدت بعدم ملاحقتهم.
وقال ثلاثة عمال وضعهم غير قانوني لفرانس برس إنهم ليسوا مستعدين للذهاب حتى لو أصيبوا بالفيروس.
وأضاف "ليس هناك ما يضمن عدم اعتقالي".

"ابتزاز"
بدأ كابوس حاتم عندما قام كفيله بمطالبته بنسبة كبيرة من مكاسبه مقابل تجديد إقامته كل عام او ترحيله.ويؤكد عمال أجانب تعرضهم ل"ابتزاز" مماثل من قبل الكفيل من أجل مواصلة العمل بشكل قانوني في المملكة بعد وصول الكثير منهم من بلدانهم وهم مثقلون بالديون.
وأشار الى أن الكفيل قام بتقديم بلاغ "هروب" ضده، ومع انتهاء إقامته فإنه غير قادر عن البحث عن عمل الآن.
وأضاف "يتم دفعهم للمخالفة بسبب سياسات العمل والهجرة غير الكافية التي تمنح أصحاب العمل سيطرة كبيرة عليهم".