> مأرب «الأيام» العربي الجديد
لم يتوقع حميد عبد الله الفقيه (30 عاماً) أنّه سيعيش جزءاً من حياته في محافظة مأرب الصحراوية شمال شرق اليمن. لكن الحرب قلبت حياته حاله حال كثيرين، واضطر إلى مغادرة صنعاء مطلع عام 2015. يتحدّر من مديرية وصاب العالي التابعة لمحافظة ذمار (وسط)، إلا أنه تزوج واستقر في العاصمة صنعاء إلى أن اندلعت الحرب في مارس عام 2015، لتضطره ظروف الحرب إلى النزوح والاستقرار أخيراً في مأرب. يقول لـ "العربي الجديد": "ضاقت بي السبل نتيجة انعدام الخدمات الأساسية في صنعاء، في ظل أزمة نقص الوقود نتيجة احتجاز ناقلات النفط خارج المدينة، عدا عن تراجع الوضع الصحي والانفلات الأمني وتقييد الحريات بحسب الانتماءات القبلية أو السياسية".
يتابع أنه نزح بداية لوحده من دون أفراد أسرته، وبقي لعامين ونصف العام يتنقل بين محافظات مأرب والجوف وحجة. يضيف أنه لم ير زوجته وطفله الوحيد إلا بعد عامين ونصف العام من النزوح، وتحديداً في أغسطس عام 2017. "كان الأمر بمثابة معجزة، وقد نجحت في لمّ شمل أسرتي بعدما شعرت باليأس نتيجة التهديدات المستمرة من قبل أنصار الله (الحوثيين) الذين رفضوا عودتي أو السماح لعائلتي بالقدوم إلي". كذلك يلفت إلى أنه التقى بوالدته التي جلبها إلى مأرب بعد عام من لقائه زوجته.
يعيش الفقيه حالياً في كرفان يقع في مخيم الجفينة للنازحين، وقد اشتراه بعدما اضطر إلى بيع مقتنيات شخصية ومقتنيات ثمينة خاصة بزوجته (ذهب). يقول: "نعيش في مناطق النزوح المعرضة للقصف باستمرار، وقد نلقى حتفنا في أي وقت، لأن المليشيات لا تحارب من يحاربها فقط في مناطق الصراع بل تقصف المدنيين الآمنين وسط المدن باستمرار".
إضافة إلى مخاطر الحرب والقذائف العشوائية، يعاني سكان المخيم الذي يعيش فيه الفقيه من مشاكل تتعلق بالتيار الكهربائي والتي أدت إلى مصرع ثلاثة من جيرانه نتيجة الفوضى في مدّ أسلاك الكهرباء، في ظل غياب شبكة آمنة. كذلك يتحدّث عن سيول الأمطار التي تجرف منازل النازحين البدائية والمصنوعة غالباً من ألواح الزنك، والتي خسروا من أجل بنائها كل مدخراتهم.