النخلة السامقة بفروعها هي العطاء ومصدر الغذاء الذي عرفه العرب منذ القدم. قال عنها الكثير: إنها في بركتها مثل بركة المسلم، وعادةً ما تتعامل شعوب الأرض مع الشجرة المثمرة بشيء من التقديس، فلا تنتزع جذورها من الأرض تحت أي سبب. في الهند على ما أذكر أوقف الأهالي امتدادات إحدى الطرق؛ لأنها ستأتي على أشجار مثمرة، فكانت قضية رأي عام تفاعل معها الكثيرون.
بحضرموت في مناطق الوادي وما حولها كانت حتى وقت قريب موطناً لأجمل وأبهى واحات النخيل الوارفة التي تعتلي هامتها شذور الذهب بمنظر يبعث الأمل ويسر النفوس.
هذا ما هو قائم اليوم، للأسف الشديد هناك خطران يهددان أشجار النخيل إنها واحات تنتحب وتحتضر أمام مرأى أهالي المنطقة.
الخطر الداهم أتى عبر مشاريع البناء التي تقتلع بساتين النخيل بدون رحة ، وهي على ما عرفت من الكثير من الأهالي مستمرة، وتنذر بوضع كارثي سوف يأتي على كامل بساتين النخيل في كافة الأرجاء؛ لتحل عوضاً عن ذلك مباني خرسانية. الخطر الآخر من نمط مرض غريب اسمه "دبوار" يصيب الأشجار فيريدها ميتة بعد أن ينال الشجرة من الداخل.
بمعنى أدق، نخيل حضرموت في مرمى الأخطار الماحقة، ولا معالجات تذكر في حين أن أعمال البناء المستمرة تأتي على مساحات الأراضي المزروعة دون تدخل يذكر يمنع هذا النمط من العبث الذي يفتك بواحد من أهم المصادر الغذائية للسكان.