لا يخلو أي شخص من لحظات، أخطأ أو يخطئ فيها إلى أحد بكلمة أو..، فينتج عنه مشاعر سلبية وحزن، وأحيانًا خصومة بين الطرفين، فمن منا معصوم من الخطأ؟ فالمعصوم هو نبينا صلى الله عليه وسلم فقط، وغير ذلك فكلنا خطَّاؤون، إن أنفسنا التي بين جوانبنا، وكل من حولنا، نحن مدينون لهم بالاعتذار، والاعتذار شجاعة، ويعتبره البعض فضيلة.
وللاعتذار أنواع متعددة، منها الاعتذار عن الخطأ، أي طلب المسامحة عن الإساءة، ومنها الذي يعبِّر عن تبرير التصرف الذي أدَّى إلى شحن النفوس، ولا يقصد منه طلب العفو، إنما فقط لبيان أسباب الخلاف، ومنها الاعتذار عن قلة الحيلة، وعدم القدرة على المساعدة، والاعتذار بالنيابة عن طرف آخر، كاعتذار الأب الصالح، عن تصرفات ابنه الطالح، أو اعتذار زوجة عن تصرفات زوجها، أو اعتذار الجار لجاره، عن مشاغبات أبنائه، وغيره من هذا النوع من الاعتذارات.
وأشكال الاعتذار تختلف بالنسبة للناس: فمنهم -وهم الأغلب- من يعتذر لفظًا بكلمة "آسف"، ومنهم من يعتذر بالفعل، كأن يقوم بتقديم هدية، تعبيرًا عن أسفه وندمه من الخطأ الصادر منه، ومنهم من يتخذ من الكلام عن مشاعره، وحبه للشخص وسيلة للاعتذار، ومنهم من يتخذ الوسائل الأخرى كالاحتضان، أو المصافحة وغيره، وقد تكون هذه الطريقة أفضل بالنسبة للبعض، وكل هذه الوسائل ناجحة وموفقة في إعادة العلاقة بين الطرفين، وكسر حاجز الجفاء والفراق.
لا يمكن أن نعيد الزمن ونمحو أخطاء، أو سلوكيات مسيئة، أو محزنة للآخرين، لكننا نستطيع أن نمحو آثار تلك الأخطاء، بكلمة بسيطة صادقة تنبع من قلوبنا.