هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، المشهور بجعفر الطيار، وذي الجناحين، هو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو ابنُ عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هاجر الهجرتين، وأحدُ وزرائه لقوله: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ». وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله لجعفر: "أشبهت خُلُقي وخَلْقي"، كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقا وخُلُقا.
هجرة جعفر إلى الحبشة
عندما رأى النبيُ محمدٌ ما يصيب أصحابَه من البلاء في قريش، وأنه لا يقدر على منعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه»، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب الرسولِ إلى أرض الحبشة، مخافةَ الفتنة وفرارا بدينهم، فكانت أولَ هجرة في الإسلام.
فخرج جعفر بن أبي طالب، ومعه امرأته أسماء بنت عميس وولدت هناك عبد الله ومحمد وعون بن جعفر.
وكان له في الحبشة موقف متميز، دافع فيه عن الإسلام دفاعًا مؤثرًا أمام ملك الحبشة "النجاشي"، عندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب الملك إخراج المسلمين من أرضه.
موقف جعفر بن أبي طالب مع ملك الحبشة "النجاشي":
حينما هاجر المسلمون إلى الحبشة وعلم كفار قريش بذلك، قاموا على الفور بإرسال وفد قرشيٍّ إلى الحبشة، محمَّلاً بالهدايا إلى النجاشي ليردَّ لهم المسلمين، وأخبر الوفد النجاشي أن هؤلاء المسلمين غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدينٍ مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم.
ولكن النجاشي الملك العادل أراد أن يسمع الطرف الآخر (المسلمين)؛ كي يحكم بينهم، فأرسل إليهم فحضروا، وكان المتحدث عن المسلمين جعفر بن أبي طالب.
حوار الصحابي جعفر بن أبي طالب مع ملك الحبشة "النجاشي":
النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟
جعفـر: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا؛ خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، فأخبرنا رسولنا محمد " أن في أرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد" ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك.
النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟
جعفـر: نعم. وقرأ عليه صدرًا من كهيعص (سورة مريم).
وبعد انتهاء جعفر من التلاوة، بكى النجاشي حتى أَخْضَلَت لحيته، وبكى أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم. ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به موسى وعيسى ليخرج من مشكاة واحدة، فقال لعمرو بن العاص وصاحبه انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكم أبدًا.
وتوعد وفد قريش بالعودة غدا للنجاشي وأن يحاولوا شب خلاف بينه وبين المهاجرين المسلمين إلا أنها باءت بالفشل، وخرجوا من عنده مقبوحين مردودا عليهم ما جاؤا به من هدايا للملك. روتها أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية.
ثم هاجر جعفر إلى المدينة المنورة، وقدِم جعفر بن أبي طالب على الرسولِ محمدٍ يوم فتح خيبر، فقبَّل الرسولُ بين عينيه، والتزمه وقال: «ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟».
استشهاد جعفر بن أبي طالب
شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت رحاها سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وكان هو أميرَ جيش المسلمين إذا أُصيب قائدُهم الأول زيد بن حارثة، فلما قُتل زيد بن حارثة في المعركة، أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن إحدى وأربعين سنة، فصلى عليه الرسولُ وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ». دُفن جعفر في منطقة مؤتة في بلاد الشام.
هجرة جعفر إلى الحبشة
عندما رأى النبيُ محمدٌ ما يصيب أصحابَه من البلاء في قريش، وأنه لا يقدر على منعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه»، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب الرسولِ إلى أرض الحبشة، مخافةَ الفتنة وفرارا بدينهم، فكانت أولَ هجرة في الإسلام.
فخرج جعفر بن أبي طالب، ومعه امرأته أسماء بنت عميس وولدت هناك عبد الله ومحمد وعون بن جعفر.
وكان له في الحبشة موقف متميز، دافع فيه عن الإسلام دفاعًا مؤثرًا أمام ملك الحبشة "النجاشي"، عندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب الملك إخراج المسلمين من أرضه.
موقف جعفر بن أبي طالب مع ملك الحبشة "النجاشي":
حينما هاجر المسلمون إلى الحبشة وعلم كفار قريش بذلك، قاموا على الفور بإرسال وفد قرشيٍّ إلى الحبشة، محمَّلاً بالهدايا إلى النجاشي ليردَّ لهم المسلمين، وأخبر الوفد النجاشي أن هؤلاء المسلمين غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدينٍ مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم.
ولكن النجاشي الملك العادل أراد أن يسمع الطرف الآخر (المسلمين)؛ كي يحكم بينهم، فأرسل إليهم فحضروا، وكان المتحدث عن المسلمين جعفر بن أبي طالب.
حوار الصحابي جعفر بن أبي طالب مع ملك الحبشة "النجاشي":
النجاشي: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟
جعفـر: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا؛ خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، فأخبرنا رسولنا محمد " أن في أرض الحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد" ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك.
النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟
جعفـر: نعم. وقرأ عليه صدرًا من كهيعص (سورة مريم).
وبعد انتهاء جعفر من التلاوة، بكى النجاشي حتى أَخْضَلَت لحيته، وبكى أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم. ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به موسى وعيسى ليخرج من مشكاة واحدة، فقال لعمرو بن العاص وصاحبه انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكم أبدًا.
وتوعد وفد قريش بالعودة غدا للنجاشي وأن يحاولوا شب خلاف بينه وبين المهاجرين المسلمين إلا أنها باءت بالفشل، وخرجوا من عنده مقبوحين مردودا عليهم ما جاؤا به من هدايا للملك. روتها أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية.
ثم هاجر جعفر إلى المدينة المنورة، وقدِم جعفر بن أبي طالب على الرسولِ محمدٍ يوم فتح خيبر، فقبَّل الرسولُ بين عينيه، والتزمه وقال: «ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟».
استشهاد جعفر بن أبي طالب
شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت رحاها سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وكان هو أميرَ جيش المسلمين إذا أُصيب قائدُهم الأول زيد بن حارثة، فلما قُتل زيد بن حارثة في المعركة، أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن إحدى وأربعين سنة، فصلى عليه الرسولُ وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ». دُفن جعفر في منطقة مؤتة في بلاد الشام.