> عدن "الأيام" خاص

كشف تقرير مشترك أعده رئيس مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، اللواء سند جميل، وأستاذ طب المجتمع، جامعة حضرموت، د. عبدالله سالم بن غوث، والناطق الرسمي للجنة العليا لمجابهة كورونا، إشراق السباعي.. كشف عن تصاعد مخيف في زيادة أعداد الوفيات في العاصمة عدن بالتزامن مع الموجة الثالثة من الوباء.

وجاء في التقرير أن مؤشرات الوفيات في عدن وبقية المحافظات "تتصاعد مع ظهور موجة وبائية جديدة من جائحة الكوفيد19، ففي شهر مايو 2020م مع بداية الموجة الأولى من جائحة الكوفيد19 سجلت عدن أقوى مؤشر للوفيات بعدد 1823 وفاة في شهر مايو 2020م فقط".

وقال "الآن المشهد يكرر نفسه في الموجة الثالثة؛ فمن واقع بيانات السجل المدني لشهر يوليو 2021م بلغت الوفيات في عدن 535 مقارنة ب 415 وفاة في شهر يوليو 2020م أي بزيادة قدرها 29 %. وفي شهر أغسطس 2021م بلغت الوفيات 705 وفاة وهي تزيد عن شهر أغسطس 2020م بنسبة 38 % وتزيد عن شهر يوليو 2021م بنسبة 31,7 % تزامن ذلك مع زيادة عدد الوفيات المؤكدة أصابتها بالكوفيد19 حسب بيانات الترصد الوبائي فقد زادت الوفيات في الأسبوع الوبائي رقم 34 (من 28 أغسطس-4 سبتمبر 2021م) بنسبة 102 % (69 وفاة) عن الأسبوع الوبائي رقم 33 الممتد من 21 -27 أغسطس2021م (34 وفاة)".

وأضاف التقرير "معدلات الوفيات من الكوفيد-19 في اليمن مرتفعة حيث بلغت حوالي 19 % (1519/8056) منذ بداية الجائحة وحوالي 14 % (146/1048) خلال الستة الأسابيع الأخيرة منذ بدء الموجة الثالثة (24/7-4/9/2021م) وحوالي 23 % (69/305) خلال الأسبوع الحالي الممتد من 28/8 الى 4/9/2021م. بينما معدلات الوفيات من الكوفيد-19 عالميّاً تقدر بحوالي 2 % ما يعني أنّ كل وفاة واحدة تؤشر إلى 50 إصابة مؤكدة في المجتمع بكافة أشكالها السريرية غير الظاهرة والظاهرة البسيطة والحرجة. وإسقاطًا على البيانات الوبائية الرسمية فإن العدد التراكمي من وفيات الكورونا المسجلة (1519 وفاة) منذ بداية الجائحة تخفي وراءها حوالي 75,950 إصابة مؤكدة لم يكتشف منها سوى 8056 إصابة بفارق 67,894 إصابة مفقودة لم تسجل (89 %). وبتحليل بيانات الستة الأسابيع الأخيرة (24/7-4/9/2021م) وهي الفترة التي تشهد تصاعد الموجة الثالثة ب 146 وفاة فأن الإصابات المتوقع إصابتها هي 7300 إصابة مؤكدة لم يكتشف منها سوى 305 إصابة بفقدان 6995 إصابة مؤكدة لم تكتشف (96 %).

التحليل أعلاه اعتمد افتراضًا أن الإجراءات العلاجية بمراكز العزل والعناية المركزة وفي المنزل إجراءات سليمة جدًا وأن سبب الوفيات يتعلق بعوامل الوصول إلى الخدمة الصحية ووصمة طلب العلاج والمتابعة وهو التفسير الذي نراه ليس مثاليًّا".

وتابع "بالتالي فإن تفسير ارتفاع الوفيات ممكن استنباطه من خلال إحدى القراءتين التاليتين:

-الكم الهائل من الحالات المفقودة في الاكتشاف والتسجيل (يمكن تصل إلى نسبة 96 % خلال الموجة الثالثة و89 % منذ بداية الجائحة)، فإذا كانت هذه القراءة جديرة بالتحليل فإن بيانات السجل المدني بارتفاع عدد الوفيات مع كل موجة وبائية صحيحة جدًا ولها ارتباط بجائحة الكوفيد-19. بيانات السجل المدني مستنبطة من واقع تصاريح الدفن اليومية وهي بيانات صحيحة بالنسبة للوصف الكمي للوفيات إلا أنها لا تشير إلى سبب الوفاة وأن كثير من هذه الوفيات تحدث في المنزل مما يصعب توثيق السبب الحقيقي لكل الوفيات.

-الكم الهائل من الحالات المفقودة ليس بالتقدير الصحيح إلى حد كبير وأن الحالات المفقودة لا تزيد حتى إلى ضعف الحالات المسجلة؛ فإذا كانت هذه القراءة صحيحة فأن ارتفاع نسبة الوفيات ارتفاع حقيقي عن المعدل العالمي وأن جزءًا كبيرًا من أسباب الوفيات يرجع للإجراءات العلاجية والقدرات البشرية المخولة بالعلاج والمتابعة وتوفر الأجهزة الإسعافية والأكسجين الطبي".

وخلص التقرير إلى أن دراسة أسباب الوفيات من الكورونا جديرة بالاهتمام والدعم ضمن جهد بحثي تشاركي بين وزارة الصحة العامة والسكان وإدارة السجل المدني ومنظمة الصحة العالمية وجهد مجتمعي. إلا أن هذا لا يعفي من التركيز على أولى أولويات مواجهة الموجة الثالثة وهي دعم وتوسيع مراكز العزل والعناية المركزة ودعم الأطباء".