> بروكسل «الأيام» خاص
نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريراً مطولاً حول التحديات التي تواجه الأمم المتحدة للأعوام 2021 و 2022م، أن خلال العام الماضي ظهرت قيود الأمم المتحدة بشكل متكرر على منع الصراعات المميتة، لكن المنظمة العالمية لا يزال لديها العديد من الأدوار الحيوية لتلعبها، وفي قسم اليمن الذي عنونته المنظمة بـ "إعادة التفكير في صنع السلام في اليمن" قالت:
"بذلت الأمم المتحدة جهودًا متكررة للتوسط في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن منذ عام 2015. ولا تولد الحرب نفس التوترات بين الدول الخمس التي تحدثها صراعات الشرق الأوسط الأخرى. ولكن باستثناء فترة وجيزة في عام 2018، لم تعامل الدول الخمس دائمة معها على أنها مسألة ذات أولوية ملحة. عند توليه منصبه، وعد الرئيس جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستضع كتفها مرة أخرى خلف جهود الأمم المتحدة لصنع السلام. لكن هذه الجهود باءت بالفشل.
حتى الآن، استندت جهود وساطة الأمم المتحدة على افتراض أن هذه الحرب الأهلية الإقليمية -التي دعمت فيها المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات جميع الفصائل المتناحرة- يمكن أن تنتهي من خلال اتفاق ثنائي بين المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً بشرط أن تبارك الرياض الصفقة. هذا الإطار عفا عليه الزمن وأصبح عائقاً أمام التقدم السياسي.
المشكلة الأولى في نهج الأمم المتحدة هي أنه لا يعكس الحقائق على الأرض. بعد ست سنوات من التجزئة الإقليمية وانتشار الجماعات المسلحة والصراعات الفرعية، لم يعد الحوثيون وحكومة هادي بأي حال من الأحوال الفاعلين السياسيين الوحيدين المهمين. يسيطر الحوثيون على المرتفعات الشمالية، المركز السكاني الرئيسي في البلاد، لكن الحكومة وحلفاءها ينشطون فقط في جيوب من الأراضي. في أماكن أخرى، تسيطر مجموعات محلية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد لاستقلال الجنوب، والذي أطاح بالحكومة من عاصمتها المؤقتة في عدن في عام 2019م.
مثل هذه التسوية تبدو بعيدة المنال على أي حال. يعتقد الحوثيون أنهم ينتصرون ولا يرون سبباً كافياً للتفاوض على حل وسط عندما يمكنهم الاستيلاء على المزيد من الأراضي بالقوة. من جهتها، تخشى الحكومة، على الأرجح، من أن أي حل وسط من أي نوع سيكون بداية النهاية لمعسكرها، بالنظر إلى ضعفها المؤسسي والعسكري.
قد يشير هذا التحول إلى هادي والحوثيين إلى أنهم لا يستطيعون تعطيل المحادثات السياسية إلى أجل غير مسمى ودفع الجهات الفاعلة مثل المجلس الانتقالي الجنوبي للانخراط في محادثات بدلاً من العمل كمفسدين لتسوية محتملة.