المواطن المخنوق من وضعه يقف أمام الحياة المعيشية والاقتصادية والصحية والبيئية وغيرها، تتلاعب به في جو الأسعار الجنونية كالريشة، حائراً لا حول له ولا قوة إلا أن يستغيث بالله العلي العظيم من هذا الوضع المعيشي الملتهب الذي لا يحرق الميزانية المتواضعة المخصصة في أضيق الحدود، إذ أسعار كل شيء حوله تشتعل، بل إنه بركان من اللهب يتصاعد يومياً بشكل جنوني.

إلى أين تتجه بنا سفينة الحياة المعيشية؟ إلى أين تتجه بنا سفينة الحالة العسكرية والأمنية في الوطن؟ إلى أين تتجه بنا سفينة الغربة داخل الأسرة الطيبة الواحدة؟
الحياة تزداد صعوبة، والمواطن يحمل كل تلك المعاناة دول التحالف بشكل مباشر لعدة أسباب معروفة للجميع. المواطن يحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار الجنوني البنك المركزي الذي ترك مهامه إلى بعض تجار الصراعات الداخلية في اقتصاد البلد، ليلعبوا كما يشاؤون.

فالمسؤولية يحمّلها المواطن حكومة المناصفة والشرعية التي تتلاعب بحياة الناس من فنادق الرياض والقاهرة، والمواطن كذلك لا يعفو المجلس الانتقالي الجنوبي من المسؤولية، فلا نغطي عين الشمس بمنخل.
الكرة الآن في شوارع الجنوب وشعبه، فعليه ألّا يسلم ولا يضرب يداً بيد ويقهر، بل عليه أن يرفض هذا الوضع المزري، ويخرج عن بكرة أبيه في (مليونية) إثبات وجود، مليونية كفاية إذلال، مليونية الدعس على العبودية، مليونية الشرف والكرامة، مليونية لن نموت جوعاً ومرضاً، مليونية لن نعيش كمداً وقهراً، مليونية السلم والسلام والحياة بسلام.