أسعار كألسنة اللهب، وهذا حصري على الجنوب، ولن ننسى يوم أن حلت علينا كارثة حروب الشمال، وكنا أرض الأمان للفارّين منهم، فأُسقطت عنا الخدمات وأُوقفت الرواتب، وصُعد الدولار حتى بث شبحُ الغلاء الرعبَ فينا واستبد.
إنك ترى المواطن يحتفي بـ 25 كيلو من الدقيق إذا دخل بيته أو 5 كيلو من الأرز.
أهذه عدن التي كانت سلعة الدقيق فيها والأرز تملآن غرف "الراشان" في البيوت؟
فتِّش عن الثلاجة يا صاح، أما إنك لتعد قطع السمك إن وجدت عدّاً، فقد ولى زمن "الأرز والصيد".
كانت رائحة الغداء العدني تخرج من نوافذ المطابخ إلى أركان الحوافي، أحلى أرز وألذ سمك "طري" يُقلى يخرج للتو من بحر المدينة، و "صانونة" بلون البسباس العدني مرصّعة بالبامية اللحجي وحبّات البطاطس والطماطم الطازجة وطعم العشّار القادم من مدينة الحسوة.
أما اليوم سؤال ربّات البيوت: ماذا عساه أن يكون الغداء؟، وهل بقي زيت لخبز الصباح؟، وهل يزورنا "الروتي" عند المساء؟
حتى لنرى تقنين في طبخ الشاي، فنجان لكل فرد فحسب، لأن السُّكر تضاعف سعره وعُلبة الحليب الصغيرة ثمنها 450 ريالاً، فلا تكفي إلاّ لزجاجة شاي تحوي سبعة كؤوس، "واللي تحبُّه عمته أُم زوجته يُدرك الكأس الثامن أو نصفه، كما كنّ يقولنّ جدّاتنا.
ولعل الشاي الآن في معظم البيوت صار "أحمر"، وكفى.
هذا الشاي الملبّن كان شراب أهل عدن يطهونه وقت ما يشاؤون بلا هَمٍّ ولا منغِصات.
مللنا من الشق الإنساني في مساعي الأُمم المتحدة من جمال بن عمر إلى ولد الشيخ ومن جريفثس إلى هانس بيرج.
وما رأينا إنسانية أحاطت بمنكوبي الجنوب من حروب الشمال، ولا رفّ لحكومة الشرعية جفن، بل شهدنا حرب خدمات، وفقد وظائف وتوقيف رواتب ومحاولات غزو.
وفي مناطق المواجهات قتل وتشريد ونزوح وحرمان من التعليم ومأساة يندى لها جبين الإنسانية.
ولربما يتعزّ فقراء العالم بالمنكوبين بموجات الغلاء في الجنوب من اليمن بسبب حروب الشمال، ويقرؤون دروساً في سِفْر التاريخ، أيُّ ثمنٍ يدفعه شعبنا في الجنوب بسبب حرب الحوثي والشرعية التي لم تضع أوزارها بعد؟
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبَر
ضلّ قومٌ ليس يدرون الخبر
يا وزراء المناصفة ما هكذا يُفعل بالمواطن ولا تنبسون ببنت شفة؟.. ألا تنصفونه، أهكذا يُحكَم الناس؟
أوردها سعدٌ وسعدٌ مُشتمل
ما هكذا تُورَدُ يا سَعدُ الإِبِلْ
انقذوا يا قوم ما تبقى من بلدكم قبل أن يطيح، أما أسواقنا في الجنوب فمن نار يا عالم.
إنك ترى المواطن يحتفي بـ 25 كيلو من الدقيق إذا دخل بيته أو 5 كيلو من الأرز.
أهذه عدن التي كانت سلعة الدقيق فيها والأرز تملآن غرف "الراشان" في البيوت؟
فتِّش عن الثلاجة يا صاح، أما إنك لتعد قطع السمك إن وجدت عدّاً، فقد ولى زمن "الأرز والصيد".
كانت رائحة الغداء العدني تخرج من نوافذ المطابخ إلى أركان الحوافي، أحلى أرز وألذ سمك "طري" يُقلى يخرج للتو من بحر المدينة، و "صانونة" بلون البسباس العدني مرصّعة بالبامية اللحجي وحبّات البطاطس والطماطم الطازجة وطعم العشّار القادم من مدينة الحسوة.
أما اليوم سؤال ربّات البيوت: ماذا عساه أن يكون الغداء؟، وهل بقي زيت لخبز الصباح؟، وهل يزورنا "الروتي" عند المساء؟
حتى لنرى تقنين في طبخ الشاي، فنجان لكل فرد فحسب، لأن السُّكر تضاعف سعره وعُلبة الحليب الصغيرة ثمنها 450 ريالاً، فلا تكفي إلاّ لزجاجة شاي تحوي سبعة كؤوس، "واللي تحبُّه عمته أُم زوجته يُدرك الكأس الثامن أو نصفه، كما كنّ يقولنّ جدّاتنا.
ولعل الشاي الآن في معظم البيوت صار "أحمر"، وكفى.
هذا الشاي الملبّن كان شراب أهل عدن يطهونه وقت ما يشاؤون بلا هَمٍّ ولا منغِصات.
مللنا من الشق الإنساني في مساعي الأُمم المتحدة من جمال بن عمر إلى ولد الشيخ ومن جريفثس إلى هانس بيرج.
وما رأينا إنسانية أحاطت بمنكوبي الجنوب من حروب الشمال، ولا رفّ لحكومة الشرعية جفن، بل شهدنا حرب خدمات، وفقد وظائف وتوقيف رواتب ومحاولات غزو.
وفي مناطق المواجهات قتل وتشريد ونزوح وحرمان من التعليم ومأساة يندى لها جبين الإنسانية.
ولربما يتعزّ فقراء العالم بالمنكوبين بموجات الغلاء في الجنوب من اليمن بسبب حروب الشمال، ويقرؤون دروساً في سِفْر التاريخ، أيُّ ثمنٍ يدفعه شعبنا في الجنوب بسبب حرب الحوثي والشرعية التي لم تضع أوزارها بعد؟
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبَر
ضلّ قومٌ ليس يدرون الخبر
يا وزراء المناصفة ما هكذا يُفعل بالمواطن ولا تنبسون ببنت شفة؟.. ألا تنصفونه، أهكذا يُحكَم الناس؟
أوردها سعدٌ وسعدٌ مُشتمل
ما هكذا تُورَدُ يا سَعدُ الإِبِلْ
انقذوا يا قوم ما تبقى من بلدكم قبل أن يطيح، أما أسواقنا في الجنوب فمن نار يا عالم.