الحقيقة التي لا جدال فيها أن سقوط مأرب بيد الحوثي لن يكون لصالح الجنوب، ولا لشبوة بالذات، ولن يكون سقوط شبوة بيده لصالح الجنوب. هذه بديهيات لا نقاش فيها، وكل القوى الجنوبية بكل فئاتها وتوجهاتها تعلم ذلك، لأن ذلك ينقل المعركة للجنوب. لكن من السبب في ما آلت له حال المحافظة؟!

المواعظ المفلسة أن يقوم الإخوان بتجريف ومحاولات اجتثاث مشروع استقلال الجنوب وحامله وأدواته، وهم يعلمون أنه من أقوى القوى في شبوة، ومعنيّ بقتال الحوثي، يقومون بذلك بحجة تامين مؤخراتهم، في محاولة مفلسة بتنميطه في جهة العدو أكثر من الحوثي، ثم تتبارى أدواتهم ومروجوهم أن خطر الحوثي لن يستثني أحدا، وأنه يستهدف الجميع، وعندما يتعلق الأمر بحربهم للحوثي يرددون: إن ما يريده التحالف هو الذي سيحصل، وأن التحالف لو أراد حسم الحرب لحسمها ... ولم يجيبوا كيف سمح التحالف لهم أن ينجروا في قتال الجنوب، ومنعهم أن ينجروا لقتال الحوثي أو أن الانجرار أنواع "انجرار أصلي ضد الجنوب، وانجرار هشتي ضد الحوثي"!

قد يجاريهم بعض في عدائهم لمشروع استقلال الجنوب، فهم أعداؤه كعداء الحوثي له، لكن لم يعد يعنيهم أن قاعدة رفضهم تتسع أفقيا وراسيا كما ونوعا في شبوة وفي كل الجنوب، لتشمل قوى وشخصيات ليست محسوبة على مشروع الاستقلال، لكنها وصلت إلى قناعة بأن الإخوان أدوات إقصاء، لن يقبلوا إلا صوتهم، وتمكينهم، وأثبتت صفعة بيحان أيضا أنهم أدوات فشل وأنهم "لن ينجروا" ضد الحوثي، أما تبريرهم لذلك الاتساع فلا يخرج عن نمطية أنهم خونة عملاء بياعون ...إلخ من المصطلحات التي يحفل بها قاموسهم وقاموس مروجيهم لكل من خالفهم أو اختلف معهم.

لا أحد ينتظر سقوط مأرب وشبوة بفرح واستبشار إلا الجهة التي حاربت أي قوة ستحارب الحوثي، بحجة تامين ظهرها، فهذه القوة هي المتمكنة من شبوة، ترى أن سقوطها تحصيل حاصل؛ لأنها أسهمت في تجريفها وتفتيت نسيجها المجتمعي المقاوم وتنتظر السقوط بعجزها.

الخطر الآن يهدد مأرب ثم شبوة، وسقوطهما مسؤولية إخوان اليمن في هذه المعركة، فلا خيار أمامهم إلا الدفاع عن جبهاتهم أو إعلان فشلهم، فالساحة الآن تخلو من أي قوة ستطعنهم في الظهر، فقد اجتثوها، وإذا فشلوا فلن تفشل شبوة، ولن يفشل الجنوب كما يراهن البعض لتسويق مشروع الإخوان، وإن سقوطهم سقوط لشبوة

سيقاوم الجنوب المد الحوثي وستقاومه شبوة بأدواتها ومشروع انتمائها مهما حاولوا طمسه، وستتذكر الأجيال الشبوانية من وضعها في فم المدفع وما انجر دفاعا عنها.