من تابع "ضغا" الوحدويين ليلة البارحة عن انتصار المنتخب يستشف إفلاسهم في محاولات إبقاء أي تنفس صناعي لتلك الجنازة المسماة "الوحدة".

الرياضة، يا هم، فرحة وتشجيع مهارات فردية وجماعية تجمع حتى المتخاصمين، فرحة تجلب السعادة للمشاهد، فالناس تفرح للفوز الرياضي للأرجنتين والبرازيل وبريطانيا وإسبانيا، فرحة في إطار المشاعر الإنسانية لمهارات تجلب السعادة لمشاهديها.

البارحة فرح اليمنيون في صنعاء وصعدة وتعز وغيرها لمنتخب شارك فيه أبناؤهم، وفرح أبناء الجنوبي العربي في عدن وعتق والمكلا وغيرها لمنتخب شارك فيه عدد كبير من أبنائهم.

أبناء الجنوب لا يكرهون أبناء اليمن كراهية عنصرية، فالشعبان متجاوران آلاف السنيين وبينهما من التواصل والتداخل والمصالح أكثر مما عملته السياسة وأحزابها ومصالحها من ضغائن وأحقاد.

فرحة البارحة ليست فرحة سياسية ولا وحدوية، بل فرحة جاءت على خلفية سنوات حرب ودماء وبؤس وحرب خدمات ومجاعة وعدم رضى عن الحرب وأداء أطرافها خاصة دول التحالف اقتنصها إعلام ومروجو أحزاب اليمننة وطرفيتها بنذالة ولوثتها وجعلتها استفتاء سياسياً بأن شعب الجنوب وحدوياً، إفلاس، انتظروا كرة القدم تحيي أموات وحدتكم.

لم تكن الفرحة بانتصار كرة القدم مقياساً سياسياً في كل بلاد العالم، فمقاييس الاستفتاء السياسي معلومة لن ترضى بها أحزابهم ونخبهم.

الرياضة مثل الشعر والفن مهارات وإبداعات إنسانية ليس لها هوية سياسية ولا وطنية.

مبروك الفوز للمنتخب ومبروك الفرحة التي جاءت على خلفية زمن رديء، أما الاستفتاءات السياسية على الوحدة فلا تقدمها فرحة الناس بنصر كروي، بل لها استفتاءات أخرى وصرع إرادات آخر ووقائع أخرى ومسارات أخرى.

وليقرأ الذين ما زالوا مهووسين بالوحدة من الجنوبيين التوضيح الذي بعث به السيد "حيدر العطاس" لصحيفة "عدن الغد" مساء الأربعاء الماضي بأنه وزملائه الجنوبيين انسحبوا من لقاء سياسي نظمته مؤسسة "برجهوف الألمانية" بسبب رفض أحزاب الشمال إصلاح/ مؤتمر/ ناصريين/ الاعتراف بشراكة الجنوب كوحدة جيو- سياسية شريكاً في الوحدة والبحث عن حل يعالج أزمتها التي نتجت عن حرب 1994م وما تلاها من ممارسات.

للعلم العطاس ما زال في مركب إصلاح الوحدة ويحاول إصلاحه، مطمئن جداً بموت الوحدة وأنه لن يحييها نصر كروي ولا محاولات السيد العطاس بإيجاد صيغة حياة لها، فقد قال أبو العباس السفاح وهو يعد عدته للانقضاض على دولة الأمويين حين أشار عليه خلصاؤه بأن يستعين بأهل اليمن فرفض قائلاً: "إنهم أبطأ الناس خروجاً من الفتنة".

اليمن في أيام السفاح مسمى إداري في دولة الأمويين وليست دولة مستقلة.

الضغا: صوت صياح الثعالب في ليالي الشتاء القارسة.