لا أعلم إن كان كل هذا الجيش ممن يسمون أنفسهم بالساسة في هذه البلاد وما حولها من البلدان، يعلمون أو يؤمنون بأن السياسة عبارة عن علم له مبادئه وأسسه وبديهياته ونظرياته الخاصة به وأن له ارتباطاً بمجموعة من العلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والرياضية(وأعني بها الرياضيات)، وأن ليس من السهل أن تُمارس السياسة على أسس مثل صلة القرابة الأسرية والمناطقية والشللية كما هو حاصل في بلادنا.
كذلك لا يمكن أن تكون العسكرة أو الاشتغال بالمجال العسكري، كافية لخلق السياسيين القادرين على رسم مستقبل الأمم في هذا العالم المتناقض، الممتلئ بالصراعات في كل مناحي الحياة.
هذا العالم الذي تتغير فيه حتى المفاهيم العلمية والعسكرية والحربية والاقتصادية.
نرد على من يقول إن كثيراً من القيادات السياسية في تاريخ العالم من ذوي المنشأ العسكري: بأن لا حكم للاستثناءات وأن الظروف التي ولدوا فيها كانت استثنائية أيضاً وكانت مثل تلك القيادات نتاجاً طبيعياً للظروف التي وُجدوا فيها وعاشت بلدانهم فيها.
يخبرنا التاريخ بأن قلة قليلة جداً من هؤلاء هم من استطاعوا إعادة بلدانهم إلى الطريق القويم، وأن الأغلبية الكبرى قد حولوا نظم الحكم في بلدانهم إلى دكتاتوريات أدت دوراً سلبياً في بناء وتنمية تلك البلدان.
كانت هذه المقدمة ضرورية لتوضيح الصورة فيما يجري في بلادنا، إذ نرى الغلبة للمتصدرين في المشهد السياسي هي للعسكر، ليس فقط فيما يخص السنوات العشر الماضية، بل فيما ينتظرنا كشعب في حاضرنا ومستقبلنا.
تزداد الأمور سوءاً حين تكون البلاد ممزقة مع شعبها بين أطراف الداخل العسكرية والمدنيين (المُدكنين) ممن يسمون أنفسهم، زوراً وبهتاناً، قادة لأحزاب لا تمتلك قواعد في الشارع باستثناء حزب الإخوان والجماعات الإسلامية التي تدور في فلكها، وبين الأطراف الإقليمية التي جاءت ليس حباً في عيون هذا الشعب بل جاءت حاملة لأجنداتها الخاصة بالدرجة الأولى.
لذلك، جاءت المبادرة الخليجية مخاتلة ومخادعة لليمن ولم تستطع الانتخابات الهزلية للمرشح الواحد أن تعطيه استحقاقات ما تعنيه كلمة الشرعية مثلما لم يستطع البرلمان المعتّق المنتهي الصلاحية أن يمنح من تسمي نفسها بالحكومة الشرعية، صفة الشرعية الحقيقية، وأثبتت السنوات الماضية زيفها، إلا في أعين الدول الإقليمية التي أصبح وجودها مرتبطاً بوجود من يمكن تسميتهم كذباً (بالجماعات) الشرعية الإخونجية.
الحديث عن الجنوب وشرعيته لن نتحدث هنا، لئلا نتجاوز المساحة المتاحة ولأنه حديث ذو شجون، ومما تقدم ومما نراه في الواقع يمكن لنا استنتاج أننا لم نتجاوز مرحلة تسمية الأمور والمشاكل الحاصلة لدينا بالمسميات الحقيقية لها، لذلك نحن ندور في حلقة مفرغة ولا يبدو لنا أننا قد اقتربنا أو لامسنا طريق البحث عن الحلول لكل هذه المشاكل.
أقول بصدق إنني كنت أعتقد أن المبعوث الأممي الجديد كإنسان شاب وأوروبي سيستفيد من تاريخ سابقيه، وأن العقل الأوروبي قادر على تشخيص المشاكل وطبيعتها، وأنه ربما يكون بالدعم الأوروبي قادراً على تشخيص المشاكل وليس حلحلتها، لكنني صدمت بما ذكره في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن بالوضع في اليمن، وبذلك يكون قد دخل في فلك سابقيه، ولم أجد سوى لا حول ولا قوة إلا بالله، لكي أُسَكّن بها نفسي.
أخيراً أقول، سنبقى منتظرين من يكسر طوق الحلقة المفرغة مع أملنا بأن تظهر رجالاً يستطيعون فعل ذلك، فقد سئمنا من وضع مزرٍ كالذي نعيشه.
كذلك لا يمكن أن تكون العسكرة أو الاشتغال بالمجال العسكري، كافية لخلق السياسيين القادرين على رسم مستقبل الأمم في هذا العالم المتناقض، الممتلئ بالصراعات في كل مناحي الحياة.
هذا العالم الذي تتغير فيه حتى المفاهيم العلمية والعسكرية والحربية والاقتصادية.
نرد على من يقول إن كثيراً من القيادات السياسية في تاريخ العالم من ذوي المنشأ العسكري: بأن لا حكم للاستثناءات وأن الظروف التي ولدوا فيها كانت استثنائية أيضاً وكانت مثل تلك القيادات نتاجاً طبيعياً للظروف التي وُجدوا فيها وعاشت بلدانهم فيها.
يخبرنا التاريخ بأن قلة قليلة جداً من هؤلاء هم من استطاعوا إعادة بلدانهم إلى الطريق القويم، وأن الأغلبية الكبرى قد حولوا نظم الحكم في بلدانهم إلى دكتاتوريات أدت دوراً سلبياً في بناء وتنمية تلك البلدان.
كانت هذه المقدمة ضرورية لتوضيح الصورة فيما يجري في بلادنا، إذ نرى الغلبة للمتصدرين في المشهد السياسي هي للعسكر، ليس فقط فيما يخص السنوات العشر الماضية، بل فيما ينتظرنا كشعب في حاضرنا ومستقبلنا.
تزداد الأمور سوءاً حين تكون البلاد ممزقة مع شعبها بين أطراف الداخل العسكرية والمدنيين (المُدكنين) ممن يسمون أنفسهم، زوراً وبهتاناً، قادة لأحزاب لا تمتلك قواعد في الشارع باستثناء حزب الإخوان والجماعات الإسلامية التي تدور في فلكها، وبين الأطراف الإقليمية التي جاءت ليس حباً في عيون هذا الشعب بل جاءت حاملة لأجنداتها الخاصة بالدرجة الأولى.
لذلك، جاءت المبادرة الخليجية مخاتلة ومخادعة لليمن ولم تستطع الانتخابات الهزلية للمرشح الواحد أن تعطيه استحقاقات ما تعنيه كلمة الشرعية مثلما لم يستطع البرلمان المعتّق المنتهي الصلاحية أن يمنح من تسمي نفسها بالحكومة الشرعية، صفة الشرعية الحقيقية، وأثبتت السنوات الماضية زيفها، إلا في أعين الدول الإقليمية التي أصبح وجودها مرتبطاً بوجود من يمكن تسميتهم كذباً (بالجماعات) الشرعية الإخونجية.
الحديث عن الجنوب وشرعيته لن نتحدث هنا، لئلا نتجاوز المساحة المتاحة ولأنه حديث ذو شجون، ومما تقدم ومما نراه في الواقع يمكن لنا استنتاج أننا لم نتجاوز مرحلة تسمية الأمور والمشاكل الحاصلة لدينا بالمسميات الحقيقية لها، لذلك نحن ندور في حلقة مفرغة ولا يبدو لنا أننا قد اقتربنا أو لامسنا طريق البحث عن الحلول لكل هذه المشاكل.
أقول بصدق إنني كنت أعتقد أن المبعوث الأممي الجديد كإنسان شاب وأوروبي سيستفيد من تاريخ سابقيه، وأن العقل الأوروبي قادر على تشخيص المشاكل وطبيعتها، وأنه ربما يكون بالدعم الأوروبي قادراً على تشخيص المشاكل وليس حلحلتها، لكنني صدمت بما ذكره في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن بالوضع في اليمن، وبذلك يكون قد دخل في فلك سابقيه، ولم أجد سوى لا حول ولا قوة إلا بالله، لكي أُسَكّن بها نفسي.
أخيراً أقول، سنبقى منتظرين من يكسر طوق الحلقة المفرغة مع أملنا بأن تظهر رجالاً يستطيعون فعل ذلك، فقد سئمنا من وضع مزرٍ كالذي نعيشه.