دعونا نتفق أن الكرتين الأوروبية واللاتينية هما الأكثر حصولاً على نسختي كأس العالم للمنتخبات والأندية ، عطفاً على مستوى فني عال بلا شك ، ولكن هذا لا يعطي لهم الحق في الامتياز دون سائر الأمم على حساب العدالة ، وإلا أين سيكون الاتحاد الدولي من نظام عدالة المنافسة ، الذي يضمن للجميع الحق في فرص متساوية؟! نظام فيفا أعرج أقولها بكل أسف ، لأنه فعلياً لا يطبق على كلتا النسختين معايير عدالة المنافسة المزعومة ، فمعيار عدالة المنافسة في نظر (الفيفا) يطبق على نسخة المنتخبات ، بخلاف نسخة مونديال الأندية ، فتلعب المنتخبات جميعها المتأهلة إلى دور المجموعات بالتساوي ، بينما في نسخة مونديال الأندية يلعب بطلا أوروبا وأمريكا الجنوبية مباشرة من الدور نصف النهائي، وتقر مواعيد المونديال بكل سعة وجه ورحابة صدر في مواعيد تتعارض مع روزنامة أمم أفريقيا والهدف فقدان أندية القارّة السمراء لجل لاعبيها لكونهم سينضمون لمنتخبات بلدانهم بطبيعة الحال، والمهم أن لا تتعارض مع روزنامة الدوريات الأوربية.
* إليكم نموذج حي عندما لعب بطل آسيا وزعيمها وسيدها الهلال السعودي مباراتين الأسبوع الماضي ، ضمن منافسات مونديال الأندية 2022م الأولى أمام فريق الجزيرة الإماراتي .. والثانية بعدها بـ 48 ساعة أمام تشلسي الإنجليزي بطل أوروبا الذي أتى مرتاحاً ومهيأ للفوز وهذا ما حصل فقد تجاوز الهلال بهدف دون رد.
* كان الهلال السعودي فارسًا عربيًا قاتل بشجاعة واستبسال ، وكان قريباً من الفوز في مناسبات كثيرة في البطولة الوحيدة ، التي شارك فيها ، ولم يحققها بموقعة نصف نهائي العالم فهاجم واستحوذ وصال وجال أمام المرشح الأول للقب وبطل أوروبا الفريق الذي توفرت له كل السبل ، وتهيأت له كل الأسباب للعبور للنهائي ، ومع ذلك ممثل آسيا والعرب أثبت بحضوره البهي والقوي الندية وعكس حال الكرة الآسيوية والعربية ومدى تطورها فضلاً عن جودة الدوري السعودي وجودة مخرجاته.
* في المقابل وبعد خسارة عربية أخرى لممثل أفريقيا الأهلي المصري أمام بالميراس البرازيلي بثنائية دون رد ، وضعت الحسابات الفريقين العربيين في مفترق طرق من خلال مواجهة عربية خالصة لتحديد المركز الثالث، وكان لقاء صعباً جدا على عرب آسيا ، في إطار تنافس عربي - عربي وآسيوي – إفريقي ، تفوق فيه عرب أفريقيا ممثل القارّة السمراء الأهلي المصري على ممثل القارة الصفراء الهلال السعودي في تراجيديا للأخير لم تكن في الحسبان ، ولكن هكذا هي كرة القدم لا يمكن التنبؤ بنتائجها وسيناريوهاتها على أية حال ، حقق الأهلي المصري الهدف بحصوله الميدالية البرونزية الثالثة في تاريخه ليحل "ثالث" العالم.