> بدر بالعبيد
* في السابع من يناير لعام 2020 كتبت مقالاً لحساب صحيفة أنحاء السعودية بعنوان "الفيفا وازدواجية المعايير" استهليته بأن للنفاق الدولي وازدواجية المعايير تاريخ طويل مع المنظمات الكبيرة التي تدعي الوقوف بمسافة واحدة من الجميع ، وتتبنى رؤى تحث على العدل والمساواة بين الشعوب والأمم ، ومن تلك المنظمات الاتحاد الدولي لكرة القدم، واللجنة الأولمبية الدولية، عطفاً على ممارسات عملية وتناقضات عجيبة غبية ولذا سنأخذ مقتطفات من المقال لكونه أثبت من خلاله ما ذهبنا إليه فعلياً وما نبهنا منه عملياً.
* تساءلت كيف للاتحاد الدولي الحديث بهذه اللغة ، وأنا قد سبق وأن رأيت ويمكن رأيتم أنتم كذلك صورة تداولها نشطاء تويتر لطفل فلسطيني ، يمارس عليه نفس الحركة التي مورست تجاه فلويد ، وتذكرت تضامن النجم المالي فرديريك كانوتي لاعب إشبيلية حين عبر عنه في احتفالية بأحد أهدافه عندما أظهر عبارة جهزها تحت قميصه مفادها: "تعاطفاً مع غزة" كردة فعل لتلك الحادثة وصنّفها "الفيفا" حينها بأنها مخالفة واضحة للقانون الدولي وتتعارض مع التزام "الفيفا" المعلن بحقوق الإنسان وتعهداته بشأن المسؤولية الاجتماعية!!! وعوقب اللاعب من قبل الاتحاد المحلي بمبلغ ثلاثة الآف يورو.
* تعجبت لأن هناك تناقضات وقرارات متباينة تجاه حوادث ، بالمقابل فعلى سبيل المثال حادثة شهدت الملاعب الإنجليزية أزمة سياسية كبيرة جراءها عام 2011 ، ودخل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في خلاف عميق مع الاتحاد الدولي "الفيفا"، بسبب ارتداء مدربي البريميرليج "زهرة الخشخاش" الحمراء لإحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية، وهو ما رفضه"الفيفا" ، إلا أن الاتحاد الإنجليزي تمسك بالأمر ، ووصل الأمر إلى حد تدخل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، الذي أكد أن هذا الأمر داخلي ، ويمثل جزءاً من ثقافة الشعب البريطاني، وهو ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا) لإغلاق الملف بشكل نهائي.
* وعلى مستوى الأولمبياد أحداث كثيرة أبرزها حادثة الثنائي الأميركي "تومى سميث وجون كارلوس" ، لاعبا منتخب أمريكا لألعاب القوى خلال الألعاب الأولمبية بالمكسيك عام 1968 بعدما رفض الثنائي الأسمر تحية العلم الأميركي ، ورفع شارة "القوة السوداء" ، التي كانت تندد بالعنصرية في أمريكا ، فسلطت عليهما عقوبات رادعة، وسحبت الميداليتين الأولمبيتين منهما.