> دبي «الأيام» أ ف ب
كان مراد المروعي في التاسعة من عمره ويقوم بجمع مخلفات وعلب ليتمكن من بيعها، عندما انفجر به لغم تسبب بمقتله عند شاطئ في محافظة الحديدة في غرب اليمن الغارق في نزاع مسلح.
ويروي يحيى الذي لا يزال يحمل مسبحة سوداء وجدها شقيقه مراد على الشاطئ قائلا:"لم أر سوى يده وساقه. اختفى مراد فجأة".
ويقول والده أحمد (50 عاما) إن أكثر ما جاهد لحدوثه هو "ألا يرى أحد من عائلته جسد مراد المبعثر".
وأضاف:"لففت اجزاء مقطعة من جسمه في بطانية وذهبت بها الى إدارة البحث الجنائي لاستكمال اجراءات التحقيق. لم اغسله ولم اضعه في كفن .. فقط دفنته ملفوفا بقطعة بلاستيكية. فكيف سيكون شعوري؟".
ويشير الوالد إلى أن ابنه البكر يحيى الذي كان مع مراد لحظة انفجار اللغم "اصبح يعاني من حالة نفسية. وكذلك اصيب في اذنيه. الان اذا سمع صوت دراجة نارية أو صوتا عاليا يصاب بالذعر ويظن انه صوت انفجار لغم. اصبح يخاف من أي صوت انفجار".
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
في مطلع شهر يونيو، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 19 مدنياً وإصابة 32 آخرين خلال الهدنة السارية في اليمن منذ أبريل والتي مدّدت لشهرين إضافيين مؤخرا، بسبب الألغام خصوصا أو العبوات الناسفة يدويّة الصنع أو الذخائر غير المنفجرة.
وبحسب المنظمة المرتبطة بالأمم المتحدة، فإن منطقة الحديدة تتأثر بشكل خاص بالألغام.
ويتابع "حياة الناس تواجه الكثير من عدم اليقين"، مشيرا إلى أن الألغام تحد من حرية التنقل وتعقد المساعدات الإنسانية التي تتطلب طرقا آمنة بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية الهشة أساسا.
وبحسب مراقبين، فإن هناك مليون لغم على الأقل منتشرة في اليمن منذ بدء النزاع في عام 2014.
وافقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في مطلع الشهر الحالي على تمديد الهدنة شهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مفاعيلها.
ويهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.
في مارس الماضي، كان عبده علي (23 عاما) في سيارة مع شقيقه وابنه وأولاد شقيقته في طريقهم إلى مدينة الحديدة.
وخلال الرحلة، مروا بجوار قريتهم التي اضطروا للنزوح منها بسبب القتال، وقرروا تفقدها من أجل النظر في إمكانية العودة إليها، ولكن عبده رفض ذلك وتركهم خلفه.
ويتابع بأسى "لكن خلال ثوان سريعة، عرفت أنهم كانوا الضحايا وتوفوا جميعا".