بدأ أن عدن ستعود، سجِّلوا في دفاتركم قصة الحب الكبير.

لقد برز في اللحظة الراهنة بأن الذين جَدَّ بهم السعي لكتابة التاريخ، أنهم شهدوا أن عدن استحالت إلى مدينة كونية، وأن معاشق ليس بالضرورة مقراً لقصر الرئاسة المنحوس، بينما هو في تراث المدينة "معشق" لرسو السُّفن القادمة من الآفاق.

وإذ تصير بيوت المدينة منثورة بين الجبل والبحر فتلك وحدها لوحة عالمية تجسّد القيمة الحضارية للعربية السعيدة.

وقد بدأت الصورة واضحة الآن في حرب الـ 8 سنوات في اليمن، كيف تداعى الإقليم والعالم على البلد لجلب منافع لهم، وما زيارة بايدن عنا ببعيد، يقول المراقب للأحداث
كل المستقدمين من هؤلاء والمستأخرين قد ذهب بهم تفكيرهم الى البحر والباب والمضيق.

لقد احتلت بريطانيا عدن تحت ذريعة السفينة "داريا دولت" وشرع التاريخ يسجل خبر الواقعة بكل ملابساته وعلّاته .

أما الآن فيجدر بنا التذكير بأن جيش الجنوب كان يمتلك قوات بحرية ضاربة،  وسيكون من المُلح  والضروري الآن استعادة هذه القوات الضاربة لمراقبة البحر وحراسته.

إنّ الذين أدركوا قيمة المدينة أعدّوا هذه "الغُرفَة" لإستعادة تاريخ المملكة الجميلة، والمهم في هذه اللحظة أن تصير حزمة مشاريع صيانة الطرق وفق خطط رؤوس أصحاب الغرفة، حتى يرى الناس طرقات عدن الجديدة والجميلة وشوارعها الفسيحة النظيفة التي تمر عليها صفوف السيارات وهي تجري في النهار تحت ضؤ الشمس وفي الليل إذ ترسل أضواء المركبات أشعتها فوق الأسفلت والأبنية وسطوح الماء، في صورة بديعة تُنبئ عن عودة مرتقبة للثغر الباسم.

وجودةُ العقلِ تُنبئُ أن خالِقَهُ

سُبحانَهُ مُبدِعٌ في خَلقِهِ عِبَرُ

إنّ مجسّم الحُب بين "الساعة والتِل" يُنبئ عن جودة العقل الذي يعمل في غرفة إستعادة عدن.

يتحركون كأنهم خلية نحل في قاع الغرفة تخضب بنانهم ألوان الرسوم وتتوزع بينهم أقلام الرصاص ودواة المحابر، وتنشر بين أيديهم الأوراق، يريدون إخبار الناس أن موسم إستعادة بريق المدينة قد بدأ.

أمَا وإنّا نلحظ سيمفونية الحُب بين الساعة والتِل، فإن مَعلَم "المنارة" و"استاذ الكُرة" يستحقان قلباً مثله.

 لقد نسّق الرسّام "الحُب بين المكانين " بين "الساعة والمجلس التشريعي"،وإن نظرة فاحصة لشكل الساعة تشير وكأنها شطرٌ من جدار المجلس قذفها إلى الأسفل لتحييه،  وتُذكِّر الناس أن زمن إستعادة تاريخ المدينة قد اقترب، وأن الوقت هو الحياة.

إنّ تنسيق القلب الأحمر منذوب المدينة ،بين مَعلَمين بجدارين ورأسين متناغمين يُنبئ عن صناعة دقيقة الإتقان وليس صدفة ، كما ويشي بأن المدينة التي صبرت لِعِظَم النوازل وتجلّدت ستُشرق من جديد بشمس تسطع بالأضواء فوق التراب والماء والصخور
وكأن عدن تهتف في الملأ:

 وتجلُّدي للشامتين أُرِيهمُ

أنّي لِرَيبِ الدّهرِ لا اتضعضعُ.