> إسطنبول "الأيام" القدس العربي
شكلت جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الآسيوية، تأكيدا لتوجه البلاد الجديد نحو تنويع شراكتها بعيدا عن تحالفها التاريخي والاستراتيجي مع الولايات المتحدة، الذي يمر بأحلك مراحله.
فالسعودية تطمح في المرحلة المقبلة للتحول من دولة نفطية إلى اقتصاد متنوع الدخل، وفق رؤية 2030، بل وتوطين عدة صناعات خاصة العسكرية منها كي لا تكون رهينة للولايات المتحدة، وتقلبات سياسييها.
فالسعودية تبحث عن فضاءات للشراكة والتعاون والتحالف في عالم يتوجه بسرعة ليكون متعدد الأقطاب، تسعى الرياض لتكون أحدها، ولن يتحقق ذلك إلا بشبكة من التحالفات مع القوى الدولية الصاعدة بعيدا عن الهيمنة الأمريكية، ودون أن يؤدي ذلك إلى فض الشراكة معها.
- قمة العشرين.. الجلوس مع الكبار
على الرغم من أن ولي العهد السعودي غاب عن القمة العربية في الجزائر، بعدما منعه الأطباء من السفر بالطائرة لمسافات طويلة، إلا أنه فضّل عدم تفويت فرصة الجلوس مع الزعماء العشرين الكبار في العالم.
كما التقى ولي العهد السعودي، رئيسَ الإمارات محمد بن زايد، رغم أن الأخير ليس عضوا في مجموعة العشرين، ولكن اللقاء كان بمثابة نفي ضمني لما شاع عن خلافات بين الرجلين بشأن الملف اليمني.
ولكن عدم اجتماع بن سلمان مع الرئيس جو بايدن على هامش قمة العشرين، شكّل رسالة أخرى على أن العلاقة بين البلدين ليست في أحسن أحوالها.
- كوريا الجنوبية.. شريك اقتصادي وعسكري
ليس ذلك فقط، إذ تعهد زعيما كوريا الجنوبية والسعودية “بإقامة علاقات أقوى في مجالات الطاقة وصناعة الدفاع ومشاريع البناء”.
كما أن السعودية تسعى لبناء مدينة فريدة من نوعها (نيوم) وبحاجة إلى شركات عقارية عملاقة لها خبرة في بناء المدن الجديدة، بما فيها البنية التحيتة وشبكات المواصلات، والشركات الكورية لها شهرتها في هذا المجال.
وتسعى السعودية لتعزيز شراكتها مع كوريا الجنوبية، خاصة في مجال الدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ البالستية والطائرات الانتحارية التي تستهدف أراضيها من الحوثيين في اليمن، والأهم من ذلك توطين هذا الصناعات ونقل التكنولوجيا العسكرية.
- "أيبك".. نصف تجارة العالم
ليست السعودية عضوا في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (APEC)، لكن تزامن زيارة بن سلمان لتايلاند مع احتضانها للمنتدى، كان مقصودا، خصوصا وأن الأخير التقى عدة زعماء في المنظمة.
ويمثل اقتصاد هذه الدول نحو نصف التجارة العالمية، وأكثر من 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتواجد السعودية في هذا النادي، ولو كضيف شرف، يحقق هدفها في تقوية حضورها الدولي، ويوفر فرصا لعقد شراكات وتحالفات مع أطراف العالم، وتعزيز التجارة في المحيط الهادئ، خاصة مع النمور الآسيوية.