وثّق الزمن العلاقة، حتى صار الناس يحكون عن "أيام بريطانيا"، فمن قائل كانت "أيام الرخاء"، حتى موسكو لم تأتِنا بأيام الفَرَح الّا لما كانت عدن

تشبه لندن وقد قيل في المدينة "إليها مجمع الرِفاق، وموضع سفر الآفاق".

إنْ كنت تبحث عن الرزق اذهبْ إلى عدن ففي كتاب التاريخ أن التُّرك قاموا بإحصائية للمدينة قديمًا، فوجدوا أن عدد ديار أهل عدن "ألف دار"، وعدد دكاكينها "ألف ومائتي" دكان.

ويدور الزمن، ويتناوب الغزاة في احتلال المدينة، طمعًا في دكاكينها التي رأوا أنها تجلب الرزق وتأتي بالبركة.

حتى حضرموت التي زخرت بتجارة نشطة، وفيها العسل الدوعني الذي قال عنه القائم بأعمال السفارة الصينية شاو شينغ الأسبوع الماضي في جريدة الشرق الأوسط أنه لذيذ ويصنع منه الكيك في الرياض، تبدو مطمعًا وتُصنع لإخضاعها الحِيَل.." كيف بحقول النفط"؟.

كانت عدن مدينة مزدهرة وغنيّة وستعود مزدهرة وغنيّة، وهي المحافظة الأولى وكانت حضرموت المحافظة الخامسة في وطن واحد مفتوح لكل الأجناس والأوطان والثقافات،

حتى قيل عن عدن في ستينيات القرن الماضي بينما كانت تحفل بحركة تجارية نشطة أنها كانت تعجُّ بالشعوب المختلفة، وكان الناس ينامون عند أصدقائهم أو يستأجرون سُررًا ليناموا في العراء وسط مدينة آمنة مطمئنة، ويأكلون من المطاعم والمخابز المنتشرة في الشوارع.

وكانت عدن مدينة الماء فهي مكان "الشِبع والرِي".

أي لوحة جميلة حين تطير الطائرة على رأس صيرة هذا "البندر" الولهان، هل فعلًا عدن تشبه لندن؟

وأي رسالة أرادت أن توصلها الطفلة ماريا حين جاءت تحمل بيرق الشَجَن وهي تغنّي لأهل عدن وتسأل عن حالهم "كيفكم يا حبائب"؟

وهل كانت الجُملة مذهلة.. عشية افتتاح البيرق مول؟

إنّهُ سؤال "مُحيّر" يحبس أنفاس رشاد وعبد الملك.. "إنْ كان في القلب إحساسٌ وإيمانُ".. سؤال عن الحال في الصيف اللاهب والكهرباء غائب!

يستطيع أبناء الجنوب أن يفتحوا نافذة في مقاهي عدن، والمنتديات والدواوين، لتحليل "حديث الجارديان" مع عيدروس الزبيدي، وهل فعلًا عدن تشبه لندن.. وماذا تريد مدينة الضباب من المقابلة؟ وعيدكم سعيد.