خلاصة جهود سنوات للأمم المتحدة لأربعة ممثلين ومجلس الأمن لعدة قرارات والدول الكبرى والمهتمة بالشأن اليمني فشل متواصل لعدم توفر الإرادة الحقيقية وتركيزها على مصالحها وهذا ليس بجديد.
وكذا خلاصة جهود وتضحيات بشرية وإنفاق مهول للسنوات نفسها لدول الإقليم لاسيما قيادة التحالف (المملكة ودولة الإمارات) إخفاقات متواصلة لأسباب عديدة لم تجد التقييم الجاد لمعالجتها لضبابية الرؤية الحقيقية على الواقع.
أما خلاصة الشرعية لمرحلتي الرئيس عبدربه وكذا مجلس القيادة الرئاسي وحكوماتهم المتعاقبة فشل ذريع وفساد مهول ودمار لكل شيء، ناهيك عن زرع اتساع الكراهية وعدم قبول الآخر وعصبية الجاهلية نتيجة إرث فكري مدمر.
وكذلك خلاصة المكونات التقليدية والحديثة والمستنسخة فاقدي القرار والرؤية ولا هم لهم إلا ترتيبات السلطة القادمة، كل هذا بسبب فكر الايدلوجيات الموروثة التي دمرت الأوطان وقسمت المجتمعات ونهبت الثروات.
أما خلاصة بقية المجتمع وهم المواطنون من كل الشرائح منقسمون وفقا لجهلهم وحاجتهم اليومية فمنهم الأناني والمتعايش والصامت ولكن هناك الغالبية اليائسة وفاقدي الأمل والمحبطون لأي تغيير إيجابي قادم، وللأسف فأن النخب لهذه المجموعة مشغولة بالتفاعل بالسوشيل ميديا المفتعلة بفعل ورد فعل بعيد عن الحقيقة.
مجموع الخلاصات أعلاه الأممية والدولية والإقليمية والمحلية تعكس فقدان الإرادة وفشل وفساد للكل وبالمقابل دمار ومعاناة يومية لملايين المهجرين عن مناطقهم والمقيمين داخل الوطن وضياع مستقبل أجيال وهذا لن يتغير طالما ننتظر معجزة ولا نقوم بما يمكن القيام به وهو المطلوب منا إذا أردنا حياة كريمة بدلا عن الذل والضياع.
البداية لضوء الأمل أن نقر بما لخصناه أعلاه وأن نصحو للبحث عن طريق آخر أكثر واقعية من خلال خلق نموذج مصغر يمكن الاقتداء به للبقية.
عدن نموذج مصغر
عدن من أجل أن تكون نموذج مصغر تحتاج قرار من البرلمان ويصدر بقرار من مجلس القيادة الرئاسي بدعم قيادة التحالف وبقرار دولي يدعم هذا التوجه.
والأهم بعد ذلك اختيار شخصية مستقلة كفوءة ونزيهة متوافق عليها يقدم رؤيته وبرنامجه ومتطلبات نجاحها ويمنح السلطة الكاملة دون تدخل أي جهة لمدة ثلاث سنوات لإرساء التجربة وبناء المؤسسات وتحقيق نتائج أولية مشجعة.
عدن هي البداية لعهد جديد.