وصلت نوتيكا لإنقاذ صافر، ولم يصل أحد لإنقاذ الشعب المطحون بحرب مدمرة منذ 8 سنوات.
لقد أبحرت نوتيكا صوب الحديدة، ولم تُبحر بعد سفينة الحل السياسي لإخراج البلد من ورطة الحرب.
إنّ الخوف من كارثة بيئية تهدّد حياة الناس ومصالحهم، يستدعي أيضًا الخوف على الناس من كارثة إنسانية صنعتها الحرب، ما برحت تنشب أظفارها في جسد الأُمة اليمنية في الجنوب والشمال.
لقد تمركزت الشرعية اليمنية في مساحة الجنوب بدرجة أساسية، لكن شيئًا من الصراع حال دون استمرار الاصطفاف، لاستعادة الدولة، كون الحكومة بجيشها ومقاومتها -بحسب المراقب الجنوبي- عجزت عن تحرير أي من المناطق التي سيطر عليها الحوثي في الشمال منذ دخوله صنعاء، بينما بقيت النُخب السياسية والثقافية والقبلية الشمالية تتفرج وتلزم الصمت.
أي قوى سياسية هذه في الشمال شهدت سقوط الجمهورية واكتفت بالزوامل والشيلات وترنيمة "قادمون"، ثم تريد أن تتمدد في الجنوب من خلال إنشاء كيانات ابتدعتها لعمل شرخ في اللُحمة الجنوبية.
سيفجّر نفط صافر أزمة جديدة بين الشرعية والحوثي، كلا الطرفين يدّعي أهليته لامتلاك 1‘1 مليون برميل نفط.
إنّ ما يُعاب على الحكومة أنها تركت المناطق الواقعة تحت سيطرتها عرضة لكل المآسي الإنسانية، فقر، تدهور العملة، غلاء فاحش، انهيار الخدمات،
هل هُزِمت الشرعية في الجبهة الاقتصادية كما لم تستطع من قبل تحرير الشمال؟
سؤال لهيئة الأمم.. لِمَن نفط صافر يا ديفيد جريسلي؟