إنّ الذي قال:"ادخلوا في السِّلم كآفّة" هو الله جلَّ وعلا، رُفِعت الأقلام.. بينما تقايض هيئة الأُمم في السِّلم الدولي، ترى أن ثمن السِّلم في اليمن مثلًا هو التطبيع مع إسرائيل.

نحنُ في هذا البلد ننتظر مخرجات الحِراك الديبلوماسي في الصالة، ولن نقدر أن نغيّر شيئًا في مجرى الأحداث.

إذا كنا نرى أن لدينا قضايا هامة، فإن أمريكا المتحكم في ملف الأزمات الدولية ترى أن لها قضايا أهم وحاسمة، يجب أن تنجزها سريعًا دون الالتفات إلينا وسماع صوتنا.

فقد قالت صحيفة "كومون سبيس" الأمريكية في معرض الحديث عن الأزمة اليمنية ما نصّه: " إن القرارات المصيرية في اليمن أصبحت تُتخذ من جهات خارجية بدلًا من الفاعلين المحليين".

رغم الصيف القائض الذي شكا منه إنطونيو جوتيريش في نصف كرة الأرض الشمالي، إلا أن درجة حرارة التوتر في الشرق الأوسط بدأت تبرد بصورة لافتة.

لقد حصل تغيير في العلاقات وتصفير للمشكلات قادته الثلاث الدول الكبرى والمؤثرة في المنطقة " تركيا، إيران والسعودية".

لكن حتى هذه التحركات بحسب المراقب السياسي لابد أن تحصل على إذن مسبق من واشنطن، ويريد بايدن في خضم صراعه مع ترامب أن يقصم ظهر خصمه في جولة الانتخابات القادمة، عندما يحوز هو على ملفات ساخنة يقبضها بيده.

لكن مسار السلام هذا فيه من الظلم وعدم العدل الكثير، لذا تنبّه الفيلسوف الألماني "كانت" قديمًا وأدلى دلوه حين قال: " إنّ مسرحية الحياة الدنيا لم تكتمل بعد، ولابدَّ من مشهدٍ ثانٍ، لأننا نرى هنا ظالما ومظلومًا ولم نجد الإنصاف، وغالبًا ومغلوبًا ولم نجد الانتقام، فلابدّ إذن من عالمٍ آخر يتمُّ فيه العَدْلُ".

من كان يظن أن الأمين العام للأمم المتحدة" أكبر هيئة دولية في العالم" سيدع السياسة لبعض الوقت جانبًا ويتحدث عن تغيُّر المناخ، وحرارة شهر تموز الماضي التي قال أنها جعلت كوكب الأرض يغلي.

نعتقد أن فصل الشتاء القادم سيكون بردًا وسلامًا في الشرق الأوسط لكن بحسب الرؤية الأمريكية..

بإمكان الحكومات العربية أن تنخرط في أيام السلام القادمة بتكتيكات ترتضيها شعوب المنطقة، وتتوافق مع مصالحها، فليس العرب بأقل عِلمًا ولا حِكمة من الغرب، ولقد حكى لنا التاريخ أن الإنسان العربي هو من علّم العالم أبجديات المعرفة في شتى الفنون الإنسانية. وفي هذه المساحة الجغرافية المتنازع عليها الشمال والجنوب، أيُّ سلامٍ مُرجّى تبتغيه هيئة الأُمم، وكلا الفريقين الحوثي والشرعية في قبضة الوصي الخارجي، بحسب الصحيفة الأمريكية..

نعلم أن الاعتداء صارخ على قضايا بعض الشعوب، ومنها شعب الجنوب لكن الظرف لا يستدعي رد الفعل الصارخ، فلابد من التحلّي بدرجات عالية من الصبر للوصول إلى الهدف..

قال شكسبير: "لا توقِد الفرنَ كثيرًا لعدوِّك، لئلا تحرق به نفسك".