أشغلونا كثيرًا بالمترادفات والمصطلحات التي لم تُجدِ نفعًا بل هي ضرر يصيب مواقفنا وحياتنا في مقتل. فلقد أصبنا بداء المصطلحات ونحن في الأصل عرب أقحاح نمتلك من الفصاحة وثراء المعاني التي تغذينا. اليوم والجميع يتحدث عن الحوار الداخلي والخارجي كقيمة حضارية والذي أخذ من أعمارنا سنوات عجاف ولن نجد من تأتيه رؤيا ليقول لنا مفسرًا عن تلك السنوات. فرؤانا مجرد تحليلات لا تصدر عن نبي أو رسول. هي قراءات نجدها عند من تعلموا ودرسوا فنون تحليل الخطاب السياسي ويستقرئون مواقف الحزب الفلاني أو السياسي أو العسكري وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع على المدى القصير أو الطويل! هذا أقصى ما يمكن أن يصير أو يحدث. فشلنا في قبول بعضنا لأننا نستهجن مواقف الآخرين واستهلكتنا المواقف التي استغرقنا كثيرًا في القيام باستطلاعات أخذت منا الوقت الثمين ولم نستثمرها في تطوير سياساتنا أو منهجيتنا. تعمدنا أن نكون في المشهد لوحدنا وأقصينا الآخرين؛ فالوجوه ذات الوجوه، والأسس التي يتم البناء عليها تحمل عقيدة وفكرًا واحدًا لا يأخذ أو لا يرى غيره. حتى عندما تكفهر الأجواء وتيبس الأرض يتم الدعوة إلى صلاة الاستسقاء حتى يستجيب أرحم الراحمين لدعواتنا. فهل نسقط من قاموسنا الحوار وقيمته الحضارية التي نتحدث عنها ونرفع شعاراتها لمجرد أننا سمعنا عنها في خطابات أخرى سياسية ممن سبقونا إليها. أم أننا بحاجة إلى تغيير هذا المفهوم بمصطلح التطبيع فهي رائجة وحاضرة في عصرنا ومرحلتنا هذه. نحن بحاجة إلى استدعاء ما تبقى فينا من ضمير لصالح هذا البلد ومواطنيه، نعم مواطنيه فالمواطنة لها نصيبها من مصطلحات وتعاميم سياسية وديمقراطية وحقوقية يتزلف بها أبناء جنسنا من البشر. أدميتنا على المحك وحتى المحك لم يعد يشغل بالنا؛ بل تعطلت معه لغة الكلام. إننا أمام مسوغات جديدة حديثة حداثة عهد الطفل بالحياة. لغة أخرى لم نفهمها ولا تستطيع أن تلبي احتياجاتنا. عندما نشير إلى القضية الجنوبية علينا أن نستوعب أركانها وعناصرها ومقوماتها ومحاورها التي تعمل على تقوية البناء القانوني التي يمكن لها الاستناد عليه في مواجهة الغير.
لذلك، يتمحور عنوان مقالي حول ذلك.. أيهما أفضل بالنسبة لأصحاب الدعوى ولمن هم حولها وأولئك الذين ما زالوا يبحثون عن نص مستحدث يدخلون إليه إلى حوار جاد ومسؤول يقنع أصحاب الدعوى. وهنا الكل أصحاب مصلحة فيها ومحتملون الوجهة إليها. كفاكم تذبذبًا في المواقف واصرفوا عن أنفسكم معاول الهدم واخلعوا جلباب الكبر والاستقواء، فنحن سواسية.
لذلك، يتمحور عنوان مقالي حول ذلك.. أيهما أفضل بالنسبة لأصحاب الدعوى ولمن هم حولها وأولئك الذين ما زالوا يبحثون عن نص مستحدث يدخلون إليه إلى حوار جاد ومسؤول يقنع أصحاب الدعوى. وهنا الكل أصحاب مصلحة فيها ومحتملون الوجهة إليها. كفاكم تذبذبًا في المواقف واصرفوا عن أنفسكم معاول الهدم واخلعوا جلباب الكبر والاستقواء، فنحن سواسية.