هل حدث في أي بلد من بلدان العالم أن بلدًا زاخرًا بثرواته السيادية والإيرادية، وبشواطئه البحرية الجميلة، إذا ما امتدت إليها أيدي التأهيل وتم بناء متنفسات سياحية وخدمية فيها، ستدر على البلد العملات الصعبة، ومع كل ذلك يعيش أبناء شعبه حالة مجاعة لم يسبق لها مثيل، وصلت كل بيت ومسَّت كل عائلة وأسرة؟! جرّاء الهبوط المستمر لسعر العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الأساسية والضرورية، والوقود والمحروقات، وارتفاع تكاليف النقل، وتردّي الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء والماء؟!
وهل حدث أن أي حكومة من حكومات بلدان العالم تصرف لموظفيها راتب الشهر الذي انصرم في نهاية الشهر الذي يليه! وهكذا يتم الترحيل حتى انصرم العام، وربما يصير راتب الشهر في خبر كان!! فضلًا عن تأخير دفع رواتبهم بانتظام نهاية الشهر على ضآلتها وعدم كفايتها لسد احتياجاتهم الأسرية ولا تكفي تغطية 25 ٪ منها في ظل هذا الارتفاع الجنوني المريب الآخذ في الاستمرار؟
هل حدث أن أي بنك من بنوك بلدان العالم يستمر في الشكوى من انعدام الاحتياطي من العملات الصعبة، رغم كل الموارد السيادية بل والودائع والمساعدات والهبات الخارجية الإقليمية والدولية التي تأتي إليه بالعملات الصعبة، ولا تأتي أُكُلَها في تحسين حياة الناس المعيشية والخدمية؟
وهل حدث أن وزراء أي حكومة من حكومات بلدان العالم ويقال ونوّابهم والوكلاء في الوزارات يستلمون رواتبهم وعلاواتهم بالعملة الصعبة، وفي ظل الشكوى من عدم وجودها كاحتياطي في البنك، وفقًا لما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي؟