بعد الجوع والفقر.. أطفال ومسنون يموتون من لهيب الحر في شوارع عدن

> عدن «الأيام» خاص:

>
  • انهيار شبه كلي لمنظومة الكهرباء وتبادل للاتهامات بين الشرعية والانتقالي
  • ما مصلحة قصري معاشيق وجولدمور من تعذيب المواطنين؟
> هؤلاء الظاهرون في الصور أعلاه ليسوا في شوارع غزة ولا في سوريا ولا في أي من تلك الأمصار التي تطحنها ويلات الحروب، لكن كثيرًا منهم يتمنى أن يحصل على فرصة لمغادرة مرقده هنا في شوارع عدن إلى غزة أو سوريا، لعله يجد نسمة هواء يقي بها جلده من لهيب الحر ووجع المعاناة، في مدينة باتت أشبه بقطعة من جنهم صنعتها سياسات الابتزاز السياسي التي تمارسها القوى المسيطرة على المدينة.


هؤلاء بمثابة قتلى في عداد الأحياء، لفظتهم مساكنهم، وضاقت بهم المنازل حرًا ولهيبًا، ليخرجوا إلى الشوارع ويفترشوا الأزقة والممرات، رجالًا ونساءً وأطفالًا ومسنين، في مشاهدَ تكشف كمًّا مروّعًا من المعاناة التي يكابدها سكان المدينة، في ظل الانهيار المتواصل للخدمات التي كان آخرها الكهرباء.

فبعد قطع المرتبات، التي أوصلها انهيار سعر الصرف إلى أن تكون فتاتًا لا تكفي لقوت يومين.. جاءت كارثة الكهرباء وقُطع آخر عرق فيها ليصل وقت التشغيل ثلاث ساعات أو أربع في اليوم، فتكتمل حلقة المعاناة وتتزايد آلام الناس في المنازل وخارجها، وتكثر معها الاجتماعات في قصري معاشيق وجولدمور، وتزيد فرص السفريات والمخصصات وتكثر النفقات والتحركات، في مشهد درامي رسمه المخرج بعناية ويريده الجلّاد أن يستمر هكذا كل صيف بل والعام كله إن تيسر له ذلك.


يقول مصدر مسؤول في كهرباء عدن: "منذ ليلة عيد الفطر ونحن نتلقى وعودًا بتأمين كميات وقود، تسهم برفع التوليد، إلا أن تلك الوعود تتأجل يومًا عن يوم. فأكثر من 40‎ % من محطات التوليد ذات وقود الديزل خارج الخدمة، إلى جانب التوليد المنخفض لمحطة الرئيس بقدرة 65 ميجا فقط، لعدم رفع مخصص النفط الخام للمحطة وما يأتينا يوميًا قرابة 6 ناقلات وقود فقط، وحال تعثر نقلها جراء قطع الطريق قد يهدد بإيقاف المحطة".

ويضيف "قرابة 260" ميجا وات فعليًا هي خارج الخدمة، بسبب عدم توفر الوقود - 60 ميجا ديزل و200 ميجا نفط خام بمحطة الرئيس بعد جاهزيتها الكاملة وإدخالها عبر شبكة النقل الجديدة والذي تم الإعلان عنها في منتصف شهر رمضان".


وتابع "حتى هذه اللحظة لا أدرك تمامًا لماذا لا تضغط الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي برفع مخصص محطة الرئيس الذي يأتي مجانًا، وإدخال 200 ميجا للخدمة والتي بدورها ستخفف من حدة انقطاعات التيار في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في بداية الصيف وبشكل غير مسبوق، ولكن لا ألقى إجابة حقيقية حول صمت الحكومة والرئاسة إزاء عدم رفع مخصص النفط الخام للمحطة".

وقال: "أحمال عدن بلغت قرابة 590 ميجاوات وهو مؤشر كبير جدًا في بداية الصيف، فيما إجمالي التوليد الحالي 225 ميجا، أي أن العجر 375 ميجا، منها 260 ميجا خارج الخدمة لعدم توفر الوقود.. ساعات التشغيل تتراوح بين ساعة ونصف وساعتين كحد أقصى فيما الانطفاء المبرمج بين خمس إلى ست ساعات، ولا نعلم في حال لم يتم توفير وقود ديزل إسعافي يوم غد، كيف سيكون الحال؟".


المسؤول في عقر دار الكهرباء لا علم له بحقيقة ما يدور في معاشيق، ولا دراية له بما يحاك في مسرح جولدمور، وبالتأكيد سيكون أكثر بعدًا وأقل معرفة بما يريده "الكفيل" في المملكة من مكيدة "للمترندعين" في "المستعمرة والمسرح"، فكلاهما في الآخر مجرد "كمبارس" وشاهد زور على معاناة المواطنين في عدن وباقي محافظات الجنوب والمحافظات المحررة.

بعيدًا عما يريده "الكفيل" وعن مصالحه من بقاء الوضع في عدن على هذه الشاكلة.. فإن هناك ابتزازًا سياسيًا وتوظيفًا رخيصًا لمعاناة المواطنين وتجييرها نحو منافعَ شخصيةٍ وأهداف سياسية تصل أحيانًا حد السذاجة والاستخفاف بعقول الناس، كما قيل سابقًا: "تحدثه عن استعادة دولة الجنوب فيحدثك عن صرف المرتبات، تقول له إن هناك مؤامرة ضد الجنوب فيحدثك عن انقطاع الكهرباء..!!


بهذه العقلية تُدار الأمور في عدن وتحت هذه اليافطات العوجاء يُراد للمواطنين في عدن أن يتعذبوا وأن يتجرعوا الويلات؛ ليأتي من يستثمر هذه المعاناة ويوظفها لأجندة أبعد عن أن تكون وطنية، فمن لم يستطع إدارة مدينة لن يكون قادرًا على حكم دولة، ومن لم يستطع توفير كم ميجا كهرباء لن يكون بمقدورة إيجاد وإدارة موارد دولة وتسيير أمورها وتحمل مسؤولية شعبها وكفالة حقوقهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى