عدن.. حَارَّة وحُرَّة!

> ليست المدينة مغمضة العينين، بل حُرّة يقظانة، وليست تستكين، ولا هي لاهيةً، بل ترمُق الأحداث، وتعد للانتظار الطويل موقفًا، قد يصير قاسيًا كالقلعة، ملتهبًا كحرِّ الصيف.

حتى صباحات المدينة التي تأذن بشموس محرقة، تعكف على استراحة مُضنى أرّقها تعب السنين، سأمت من الانتظار.

هي المدينة الوحيدة في العالم التي تُكال لها الوعود، ولا تصدُق معها العهود، إنّما يحْلِفون ويُخْلِفون ويُبرمون وينكثون، ويحسبون أنها ضعُفَت واستكانت وسلّمت.. لكن هيهات..

تعلم المدينة أن الشوط طويل بينما هي تهتف:

شوطنا فوق احتمال الاحتمال

فوق صبر الصبر لكن لا انخذال.

يُقهر المواطن في عدن بسلك وأنبوب.

أما السِلك فتيّاره مقطوع، وأما الأنبوب فماؤهُ ممنوع، وبينهما دولار يلسع، وغلاءٌ يقطع.

إنّهم يحبسون الماء كما يحبسون الكهرباء، يغلقون الأقفال ويذرون المحابس معطّلة، لا يفتحون لنا باب، ويبخلون علينا بشقِ نافذة.

يريدون حبس المدينة وكتم أنفاسها، وهي عدن لا تقبل الحبس ولا كتم الأنفاس.

من يقدر على حبس البركان، وإسكات الغَضُوب، لكن ربما أغرى بهم طول الانتظار، واستأنسوا بِحِلم الصَّمُوت؟

بل هو شوطنا فوق احتمال الاحتمال.. فوق صبر الصبر..

"اشتدي أزمة تنفرجي"..

وقريبًا عدن حُرّة..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى