> «الأيام» غرفه الأخبار:
قال المحلل السياسي السعودي عبدالله غانم القحطاني إن الوحدة بين دولتي الشمال والجنوب في اليمن واحد من المشاريع العربية الفاشلة.
وأضاف المحلل السعودي "التاريخ العربي السياسي مليء بالدروس والعبر، لكن العرب أقل من يعتبر وأقل من يقرأ بعقل وروية وحكمة لما حدث والاتعاظ به، ولم يتوقف أغلب السياسيين الجمهوريين والحزبيين والتيارات المتأسلمة قليلًا ليقرأوا أن الجمهورية العربية المتحدة "فشلت" مع أن مؤسسها أقنع الشعوب بها!. وأن مجلس التعاون العربي "فشل" مع أن قيادته العليا ببغداد أحكمت السيطرة.
والاتحاد المغاربي "فشل" مع حسن النوايا وسوئها. واتحاد جماهيرية الراحل معمر القذافي مع عدة دول إفريقية وعربية "فشلت" لهزليتها. وأن إلحاق لبنان بسوريا بالهيمنة المخابراتية والقوة والغرور "فشل" مع فارق القوة وشدة البطش لصالح مخابرات الرفاق بدمشق وعنجر. وأن الجمهورية العربية الصحراوية "فشلت" لقوة منطق المملكة المغربية بدعم من قاعدتها الشعبية.
وأن الاستعلاء السياسي والعسكري والإعلامي الناصري، وزميله اللدود البعثي "فشلت" بكل مكان عربي، الكل يعلم أن الناصرية والبعثية هما سبب مصائب الأمة العربية وخسائرها وما أصابها من هزائم وقتل وجوع وتخلف. ولم يتعظوا بأن من ضم الكويت بالقوة "فشل" ، وهو المشروع الفاشل الغاشم الأقرب لحالة الوحدة اليمنية. وتناسوا أن الوحدة السياسية المصرية السودانية "فشلت". هل بقي شيء؟!.. لا أعلم!.
وأضاف وتابع، في جزء من مقال له نشره أمس بعنوان "قضية الجنوب .. الصراع المؤجل.!." أن العرب هم الأمة الوحيدة التي قيادات دُولها الجمهورية الفاسدة ترى بأم أعينها أدخنة ووهج الحرائق الخطيرة تقترب منها، ومع ذلك تتركها لليوم التالي على أمل أن تنطفئ من نفسها أو لربما يتغير اتجاه الرياح!. هكذا كانت دمشق وبغداد وصنعاء وطرابلس الغرب، جميعها ترى المؤشرات السلبية والدلائل القطعية التي تقول لقادتها بأن كل من حولكم وتحت سيطرتكم يكرهون سياساتكم وغطرستكم وظلم مخابراتكم وأزلامكم الحزبيين والطائفيين.
كانوا مستبدين وعنجهيين، لم يعترفوا بأنهم زائلون وأنهم سيواجهون نفس مصير ضحاياهم إن لم يصححوا ويغادروا بكرامة!، لم يفعلوا لسوء تقديراتهم فوقع الفأس بالرأس وسقطت تلك الأنظمة وسيسقط من حل مكانهم من العملاء الصغار الذين تحميهم ميليشيات أجنبية".
وأردف "الأفضل للدول العربية والجامعة العربية والأمم المتحدة منع مسببات حروب قادمة أحداها ستكون بين عدن وصنعاء.. والمصيبة المسكوت عنها أن هناك قوى إقليمية كبيرة ودولية، وأخرى حقيرة بالمنطقة مستعدة لصب الزيت على الحريق لإلحاق الضرر ما أمكن باقتصادات وأمن الدول العربية "السعودية ومصر والإمارات والأردن" وغيرها".
وقال "أخيرًا، الجنوبيون اليوم ليسوا بعقلية وظروف الأمس، ويمن اليوم لم يعد اليمن العربي ما قبل الوحدة، ورئيس الوحدة أصبح مع رفاق الشعارات في الآخرة "رحمهم الله جميعًا" وتركوا لنا مشاريع الفشل والخيبات. ولا أحد يمتلك معلومات ما في جعبة لندن وطهران وواشنطن حيال المنطقة، ولا أحد يستطيع معرفة مستوى خطورة الحرب القادمة بين عدن وصنعاء، عدا بريطانيا ربما. وكل ما طرحته يعبر عن قراءة عامة لها معطيات تراكمية الجميع يعرفها.. وبعد أن تطمئن أمريكا على مستقبل أمن إسرائيل وتخلع أنياب العميلة المنشقة "حماس" وتغير قياداتها ونهجها وتحدد لها أدوارها بما يخدم إسرائيل، وبعد أن تعطي حزب الله حقنة عضل مهدئة وخافضة للصوت العالي، حينها ستغادر قواتها جنوب البحر الأحمر بتسوية مجهولة مع طهران يبدو أنها تجري تحت الطاولة، وعندها ستُشغل الدول الإقليمية وميليشياتها بعلم عاصمة الضباب والحقراء الأتباع بالمنطقة ساحات جنوب الجزيرة العربية في طولها وعرضها".