> تبن «الأيام» هشام عطيري:

كانت لحج منذ زمن السلطنة اللحجية تشتهر بزراعة العديد من أصناف الحبوب، حيث كانت تعد المصدر الأساسي لغذاء الأهالي لما تشكله من أهمية غذائية كبيرة.


انحسار زراعة الحبوب منذ العقود الماضية وتحول العديد من الأراضي الزراعية إلى زراعة أصناف مختلفة غير الحبوب وتحول كثير من الأراضي الزراعية الأخرى إلى بناء إسمنتي شكّل خسارة كبيرة للمزارعين في زراعة الحبوب التي كانت تعد مصدر رئيسي للغذاء.
  • معرض فريد
أمل عودة زراعة الحبوب في دلتا تبن بدأت تظهر بوادره من خلال إقامة أول معرض فريد من نوعه اختص في زراعه الحبوب المزروعة في دلتا تبن أقيم خلال الأيام الماضية بمكتب الزراعة بمديرية تبن، عُرضت فيه العديد من أصناف الحبوب التي قام المزارعون بزراعتها بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ منظمة كير العالمية ضمن مشروع دعم التغذية الشامل للمجتمعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في لحج وأبين، والذي شهد مشاركة العديد من المزارعين وحضور كبير، إضافة إلى قسم آخر للمنتجات الغذائية المصنوعة من الحبوب في دلتا تبن عرضت فيه عدد من النسوة منتجات غذائية صحية.
  • انقراض البذور
يقول المهندس الزراعي علي عبدالرحمن منسق المعرض، إن فكرة إقامة هذا المعرض من خلال العمل مع المزارعين خلال الفترة الماضية واتضح أن هناك انقراض لبعض البذور المحلية المنتجة وعندما نزلنا للأسواق وجدنا أن الحبوب المعروضة مستوردة من الخارج.


وأشار منسق المعرض أن ما حدث دفعنا إلى تبني فكرة استرجاع الحبوب المحلية ورفع صوت المزارعين للجهات المختصة لتقديم دعم مباشر لزراعة الحبوب باستراتيجية إنتاجية عالية حتى لا تنقرض زراعة الحبوب.
  • لفت أنظار المزارعين
وأوضح المهندس الزراعي علي عبدالرحمن، أن المعرض شهد عرض مجموعة من الحبوب والبقوليات لكونها تعد جزء من حياة الإنسان، مشيرًا إلى عرض العديد من أصناف الحبوب منها الذرة الرفيعة الصيف والحيق والغربة والدخن والذرة الشامية، إضافة إلى عرض محاصيل زيتية منها السمسم البلدي وكور 94 والفول السوداني، إضافة إلى عرض منتجات الحبوب لأحد المزارعين وجهوده في هذا الجانب.


يكشف المهندس علي أن المعرض يهدف إلى لفت أنظار المزارعين والجهات المختصة بأهمية زراعة الحبوب وتقديم الدعم للمزارعين عبر الجهات الحكومية والمنظمات الداعمة بحيث يستطيع المزارعون إنتاج وزراعة الحبوب بشكل أسهل، قائلا إن كل المنظمات تدعم المزارعين بالحبوب باستراتيجية التمويل ولكن نحن لدينا استراتيجية لتمويل زراعة الحبوب عن طريق مراكز البحوث وتوريد الأصناف المحسنة التي تعطي منتوج أكبر وتتحمل الظروف الصعبة.
  • تجربة مزارع
في المعرض تم عرض تجربة مزارع حقق نجاح كبير في زراعة عدد من أصناف الحبوب بجهود شخصية دون أن يتحصل على أي دعم.


المزارع شوقي الصافي عرض في المعرض تسعه أصناف من البذور المحلية والذي زرعها في مزرعته بمنطقة الخداد الحسيني وهي "القمح والدجر والعدس والحبة السوداء والدخن والسمسم، وكشد، والهند الأبيض والأحمر والذرة الرفيعة، تلك الجهود تحتاج إلى تشجيع ودعم لاستمرار هذا المزارع في زراعته للحبوب.
  • الاهتمام بزراعة الحبوب
حسن يحيى أمين عام سد مجاهد وأحد زوار المعرض، أشاد بمستوى المعرض الذي يعد الأول على مستوى لحج ويعرف المزارعين على الحبوب التي تزرع في دلتا تبن التي اختفت في فترة من الفترات، مشيرا إلى أن جهود مكتب الزراعة والجهات الداعمة ساهمت بإعادة زراعة الحبوب، مطالبًا بتوسيع زراعتها بمساحات أكبر حتى تعد مصدر غذاء أساسي للمواطنين.


صالح الكور رئيس الاتحاد التعاوني الجنوبي في لحج، كشف أن لحج كانت تشتهر بزراعة الحبوب منذ السلطنة اللحجية، مشيرا إلى أن المعرض كفكرة يعد ممتازا يذكرنا بالاهتمام بزراعة الحبوب. وأضاف قائلا: "كان كل بيت في لحج قديمًا يوجد فيه مخزن خاص بجميع أنواع الحبوب والآباء والأجداد تربوا على الحبوب".
  • الاستغناء عن استيراد البذور
أحمد عوض الحروري مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذور في الجمهورية يشير إلى أن المعرض الزراعي للحبوب، يعد نموذجيا يهدف إلى حث المزارعين للاهتمام بزراعة الأصناف المحلية وإكثارها في المواسم القادمة.


وقال أهمية زراعة الحبوب هو تأمين للغذاء والاهتمام بزراعة الأصناف المحلية من الحبوب وتوفير البذور والاستغناء عن استيراد البذور للتقاوي وتأمين الغذاء للمواطنين نتيجة للظروف التي تعاني منها البلد.


وأوضح الحروري أن الاهتمام بتوسيع زراعة الحبوب والاهتمام بزراعتها يوفر عمالة للمزارعين والمنتجين وهذا الهدف الرئيسي لزراعة الأصناف المحلية من الحبوب.


وأوضح أن جهود وزراعة الزراعة ألزمت المنظمات الداعمة للحبوب بإلزامهم بالاعتماد على أصناف الحبوب المحلية عند استهداف المنظمات الدولية أي منطقة في لحج وأبين عليها أن تأخذ البذور من نفس المنطقة المستهدفة وليس توريد بذور من خارج المحافظة المعنية.


معرض البذور يعد معرضا فريدا يعيد الأمل في زراعة مختلف أصناف الحبوب وهو ما يستدعي تحرك جاد من قبل الجهات المختصة من تحويل هذا الأمل إلى واقع بما يسهم في تأمين الأمن الغذائي من زراعة الحبوب والاستغناء عن الاستيراد.