سيكون من العدل القول إنّ إجراء نقل البنوك إلى عدن كان صائبًا وخطوة متقدمة لإنقاذ اقتصاد البلد من الانهيار الذي وصل إليه.
لكن شيئًا من عدم الحنكة السياسية لازم أداء الحكومة في عدم تحريك الملف الاقتصادي خلال السنوات الماضية.
كان دور "معاشيق" باهتًا وخجولًا، بينما الشعب يضيق به الحال بسبب انهيار العملة وارتفاع الأسعار وغياب الخدمات، لا سيما في الجنوب والمناطق المحررة.
كان المكان الوحيد الذي يرتفع فيه صوت الحكومة، من تحت قلعة صيرة، حيث مقر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
في إحدى الصباحات دلف السيد "ديفيد جريسلي" منسق الشؤون الإنسانية في اليمن باب مكتب الوزير وبعد مصافحة وترحيب بالزيارة، قال الدكتور محمد الزعوري للمسؤول الأُممي:"يا سيد جريسلي.. لماذا لاتورِّد المنظمات الدولية الأموال والمِنَح إلى البنك المركزي التابع للحكومة المعترف بها دوليًّا للتخفيف من معاناة الشعب؟"
ثم أردف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل قائلًا لضيفه:"ندعوكم لنقل مكاتب المنظمات الأُممية والوكالات الدولية الرئيسة من صنعاء إلى العاصمة عدن".
بدأ المسؤول الأُممي يتحسس شاربه كأنه يستحضر مقولة الفيلسوف الفرنسي مونتين:" كانت حياتي مليئة بالحظ السيء الذي لم يرحم أحدًا"!
كان أول وزير في الحكومة يدعو لنقل البنوك ومقرات المنظمات إلى العاصمة عدن.
يُسجل لهُ أيضًا نصائحه المستمرة للحكومة للإمساك بالملف الاقتصادي والسيطرة على الموارد ونقل مقرات البنوك والصناديق إلى عدن، حتى أن بيان المبعوث الأممي جراند هانسبيرج بخصوص الاتفاق بين الحوثي والشرعية جاء ليؤكد ما ذهب إليه الدكتور الزعوري، حيث تبدأ المرحلة الأولى من الاتفاق بالملف الاقتصادي والإنساني.
رغم صرامته في الحديث مع المسؤولين الدوليين بخصوص الملف الاقتصادي وعمل المنظمات، كان وزير العمل يبتسم ويبش لضيوفه.
طلب منه ذات صباح السيد فيليب دواميل ممثل منظمة اليونيسف في اليمن أن يكون مشجعًا للمنتخب الفرنسي في مباراته النهائية مع الأرجنتين في بطولة كأس العالم الأخيرة، فطلب منه الوزير مخاطبة البنك الدولي "أولًا" لإعادة مشروع الحوالات النقدية الطارئة إلى صندوق الرعاية الاجتماعية بالعاصمة عدن وفقًا للقانون.. حتى قال السيد فيليب وهو يبتسم ويقهقه.." حيّرني الزعوري"! لكن لأن كرة القدم مستديرة اختطف الملك "ميسي" كأس العالم بجدارة، وحظًا أوفر للسيد فيليب.
وعن مدينة عدن التي أثقلها كاهل الحرب، سجّل الدكتور الزعوري قصة مخاطبة ناجحة أثارت شجَن السيد ديفيد هاردن الرئيس التنفيذي لشركة Q2 lmpact الاستشارية العالمية حين قال له الوزير :"هذه عدن الحبيبة التي كانت مثالًا للحياة المدنية والاستقرار الاقتصادي، ومركز إشعاع، ومنارًا للحركة الأدبية والحريات الإعلامية منذ عقود خَلَت انهارت فيها جميع الخدمات للأسف بسبب تداعيات حرب الحوثي".
كان يقول كلمته بلا مواربة، وهذه السطور قليلة من إعطائه حقه بلا تزويق، يكفي أنها قصة نجاح لوزير جنوبي تجلّت من تحت القلعة.
فكُنْ رجلًا رجلهُ في الثرى وهامة هامتهُ في الثريّا..
لكن شيئًا من عدم الحنكة السياسية لازم أداء الحكومة في عدم تحريك الملف الاقتصادي خلال السنوات الماضية.
كان دور "معاشيق" باهتًا وخجولًا، بينما الشعب يضيق به الحال بسبب انهيار العملة وارتفاع الأسعار وغياب الخدمات، لا سيما في الجنوب والمناطق المحررة.
كان المكان الوحيد الذي يرتفع فيه صوت الحكومة، من تحت قلعة صيرة، حيث مقر وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
في إحدى الصباحات دلف السيد "ديفيد جريسلي" منسق الشؤون الإنسانية في اليمن باب مكتب الوزير وبعد مصافحة وترحيب بالزيارة، قال الدكتور محمد الزعوري للمسؤول الأُممي:"يا سيد جريسلي.. لماذا لاتورِّد المنظمات الدولية الأموال والمِنَح إلى البنك المركزي التابع للحكومة المعترف بها دوليًّا للتخفيف من معاناة الشعب؟"
ثم أردف وزير الشؤون الاجتماعية والعمل قائلًا لضيفه:"ندعوكم لنقل مكاتب المنظمات الأُممية والوكالات الدولية الرئيسة من صنعاء إلى العاصمة عدن".
بدأ المسؤول الأُممي يتحسس شاربه كأنه يستحضر مقولة الفيلسوف الفرنسي مونتين:" كانت حياتي مليئة بالحظ السيء الذي لم يرحم أحدًا"!
كان أول وزير في الحكومة يدعو لنقل البنوك ومقرات المنظمات إلى العاصمة عدن.
يُسجل لهُ أيضًا نصائحه المستمرة للحكومة للإمساك بالملف الاقتصادي والسيطرة على الموارد ونقل مقرات البنوك والصناديق إلى عدن، حتى أن بيان المبعوث الأممي جراند هانسبيرج بخصوص الاتفاق بين الحوثي والشرعية جاء ليؤكد ما ذهب إليه الدكتور الزعوري، حيث تبدأ المرحلة الأولى من الاتفاق بالملف الاقتصادي والإنساني.
رغم صرامته في الحديث مع المسؤولين الدوليين بخصوص الملف الاقتصادي وعمل المنظمات، كان وزير العمل يبتسم ويبش لضيوفه.
طلب منه ذات صباح السيد فيليب دواميل ممثل منظمة اليونيسف في اليمن أن يكون مشجعًا للمنتخب الفرنسي في مباراته النهائية مع الأرجنتين في بطولة كأس العالم الأخيرة، فطلب منه الوزير مخاطبة البنك الدولي "أولًا" لإعادة مشروع الحوالات النقدية الطارئة إلى صندوق الرعاية الاجتماعية بالعاصمة عدن وفقًا للقانون.. حتى قال السيد فيليب وهو يبتسم ويقهقه.." حيّرني الزعوري"! لكن لأن كرة القدم مستديرة اختطف الملك "ميسي" كأس العالم بجدارة، وحظًا أوفر للسيد فيليب.
وعن مدينة عدن التي أثقلها كاهل الحرب، سجّل الدكتور الزعوري قصة مخاطبة ناجحة أثارت شجَن السيد ديفيد هاردن الرئيس التنفيذي لشركة Q2 lmpact الاستشارية العالمية حين قال له الوزير :"هذه عدن الحبيبة التي كانت مثالًا للحياة المدنية والاستقرار الاقتصادي، ومركز إشعاع، ومنارًا للحركة الأدبية والحريات الإعلامية منذ عقود خَلَت انهارت فيها جميع الخدمات للأسف بسبب تداعيات حرب الحوثي".
كان يقول كلمته بلا مواربة، وهذه السطور قليلة من إعطائه حقه بلا تزويق، يكفي أنها قصة نجاح لوزير جنوبي تجلّت من تحت القلعة.
فكُنْ رجلًا رجلهُ في الثرى وهامة هامتهُ في الثريّا..