الخطاب الذي تردده أبواق الحوثي اليوم فيه تعالٍ جمّ مع مفردات غلَبة ونبرة عنصرية وميل نحو التجبًر قائما على لغة تهديدية واِزدراء بخصومه، الذي يبدو أن الجيران في اليمن قد ألِفوا وتعودوا هذا الخطاب بل استسلموا له.
السؤال يتوجه لمن هم خارج مناطق سيطرة الحوثي أو الهاربين منها، فمن الواضح أن بعضا منهم نسوا أو تناسوا أن الحوثي لديه مشروعه الخاص الذي لا يشارك فيه أحد ولن يقبل بهم إلا تحت سلطته لأنه يرى نفسه شريكا في مشروع يتجاوز مناطق سيطرته الحالية إلى الإقليم في إطار أوسع وتحالف أكبر مع إيران ومشروعها القائم على تمدد نفوذها وأخذ المنطقة كلها جناحها.
لقد سار الحوثي على نهج حزبِ الله اللبناني ومليشيات الحشد الشيعي في العراق وأقاموا فيما بينهم شبكة علاقات مالية وعسكرية، في مشروع سياسي واضح للقفز على دور الدولة الوطنية وسيادتها القانونية وتم وضع الاعتبار للعلاقات التنظيمية والعقائدية والمذهبية اللادولتية فوق كل غيرها من الاعتبارات.
إن محاولات تبسيط الصراع مع الحوثي وسياسة المهادنة التي سقطت فيها قُوَى يمنية وإقليمية خلال الفترات الماضية لا تعني إلا شيئا واحدا هو تماهي بعض قوى شرعية يمنية وإقليمية معه، والذي بدوره ترك المجال مفتوحا بل مهد الطريق لجملة من الأخطاء الكارثية في الحرب وأدت فيما أدت إليه من ضحايا ودمار كان يمكن تفاديه، حيث لم يتم التعامل معه كوكيل وأداة في مشروع إيران الإقليمي ببعده وعمقه المذهبي والشعوبي، القائم على إسقاط حدود الدول الوطنية وفتحها أمام المليشيات المذهبية من هزاراى أفغانستان إلى جماعات التشيع في أفريقيا مقترنا بهجرات سكانية من هذه الجماعات هدفها التأثير وتغيير التركية السكانية في بعض البلاد العربية.
من المؤسف أن القُوَى اليمنية التي واجهت الحوثي لم تكن في مستوى المسؤولية ولا القدرة على تقديم خيارات جاذبة للناس لكي يخوضوا صراعا حقيقيا معه، بل أثبتت هزالتها، وأخرجت تلك القوى أسوأ ما لديها من خداع وغدر وفساد، وهو ما جعلها غير موثوقة في الداخل والخارج، ثم أن هناك في المنطقة من لم يتعلم الدرس إلى الآن ويدرك دور الحوثي الإقليمي وعواقبه الكارثية بعدما كشفت أحداث السابع من أكتوبر في غزة ارتباطه العضوي بشكل لم يعد فيه شك وتناغم خطابه الإعلامي وأفعاله العسكرية مع المشروع الإيراني الإقليمي في الدول العربية.
إن لم تشعر إيران نفسها أنها مهددة بعدم الاستقرار وبحروب داخلية فأنها لن تتوقف عن نشر الفوضى في البلاد العربية حتى ينتقل الصراع إلى داخلها؛ أي أن في اللحظة التي يشعر فيها نظام طهران بأن نار الحروب التي تديرها بدأت تصل إلى أطرافها ربما تشعر عندها بحاجتها إلى مشاركة الآخرين الاستقرار والتنمية وستقطع الحبل السري مع مليشياتها المذهبية.
السؤال يتوجه لمن هم خارج مناطق سيطرة الحوثي أو الهاربين منها، فمن الواضح أن بعضا منهم نسوا أو تناسوا أن الحوثي لديه مشروعه الخاص الذي لا يشارك فيه أحد ولن يقبل بهم إلا تحت سلطته لأنه يرى نفسه شريكا في مشروع يتجاوز مناطق سيطرته الحالية إلى الإقليم في إطار أوسع وتحالف أكبر مع إيران ومشروعها القائم على تمدد نفوذها وأخذ المنطقة كلها جناحها.
لقد سار الحوثي على نهج حزبِ الله اللبناني ومليشيات الحشد الشيعي في العراق وأقاموا فيما بينهم شبكة علاقات مالية وعسكرية، في مشروع سياسي واضح للقفز على دور الدولة الوطنية وسيادتها القانونية وتم وضع الاعتبار للعلاقات التنظيمية والعقائدية والمذهبية اللادولتية فوق كل غيرها من الاعتبارات.
إن محاولات تبسيط الصراع مع الحوثي وسياسة المهادنة التي سقطت فيها قُوَى يمنية وإقليمية خلال الفترات الماضية لا تعني إلا شيئا واحدا هو تماهي بعض قوى شرعية يمنية وإقليمية معه، والذي بدوره ترك المجال مفتوحا بل مهد الطريق لجملة من الأخطاء الكارثية في الحرب وأدت فيما أدت إليه من ضحايا ودمار كان يمكن تفاديه، حيث لم يتم التعامل معه كوكيل وأداة في مشروع إيران الإقليمي ببعده وعمقه المذهبي والشعوبي، القائم على إسقاط حدود الدول الوطنية وفتحها أمام المليشيات المذهبية من هزاراى أفغانستان إلى جماعات التشيع في أفريقيا مقترنا بهجرات سكانية من هذه الجماعات هدفها التأثير وتغيير التركية السكانية في بعض البلاد العربية.
من المؤسف أن القُوَى اليمنية التي واجهت الحوثي لم تكن في مستوى المسؤولية ولا القدرة على تقديم خيارات جاذبة للناس لكي يخوضوا صراعا حقيقيا معه، بل أثبتت هزالتها، وأخرجت تلك القوى أسوأ ما لديها من خداع وغدر وفساد، وهو ما جعلها غير موثوقة في الداخل والخارج، ثم أن هناك في المنطقة من لم يتعلم الدرس إلى الآن ويدرك دور الحوثي الإقليمي وعواقبه الكارثية بعدما كشفت أحداث السابع من أكتوبر في غزة ارتباطه العضوي بشكل لم يعد فيه شك وتناغم خطابه الإعلامي وأفعاله العسكرية مع المشروع الإيراني الإقليمي في الدول العربية.
إن لم تشعر إيران نفسها أنها مهددة بعدم الاستقرار وبحروب داخلية فأنها لن تتوقف عن نشر الفوضى في البلاد العربية حتى ينتقل الصراع إلى داخلها؛ أي أن في اللحظة التي يشعر فيها نظام طهران بأن نار الحروب التي تديرها بدأت تصل إلى أطرافها ربما تشعر عندها بحاجتها إلى مشاركة الآخرين الاستقرار والتنمية وستقطع الحبل السري مع مليشياتها المذهبية.