العالم يصرخ من ارتفاع حرارة الأرض، ويخشى من التغيُّر المناخي، ويهرب من الشموس الحارقة، والمواطن في هذا البلد "يزبج" صحن عصيد حامي ومطيبة مَرَق في عزّ النهار والشمس تلفحه من السماء والأرض.
أي مقاومة هذه، ترى ظهر الآدمي يرشح "عَرَق" والقميص مبلل، لكن لا تفريط في الصحن الحار مهما كانت حرارة الصيف..
وإنّك لتعجب من صانع الحلوى، الذي يقف على الدست الضخم لعجن الدقيق والنشاء في حضرة النار الملتهبة، وصانع الروتي في الفُرن المشتعل، والخبّاز وهو يبسط كرات العجين ويضعها في التنّور الحار، أو موفى الحطب.
في هذه الأوقات الحارة يبدو أن بضاعة الماء المثلّج في الطرقات وعلى الأرصفة صارت سلعة رائجة، يبتاع الراكب والماشي قنينة ماء باردة أو أكثر، يفرح بها ويستروح، ويطرد الحر من جسده، كأنه حَفِل بنهرٍ من الماء يبرِّد أعضاءه.
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يهزم الصيف ويفتك بالحر، ولا نُلقي لشمس النهار بالًا بينما هي تلفح وجوهنا وتشوينا، نسير تحتها رويدًا نقهقه مع الأصدقاء، ونتجابر عقب الخروج من الدوام، وهي تلسع أجسادنا، ننسى الصيف، حتى صار الحر صديقنا الظريف واللطيف.
نحن الشعب الذي "تلصى" عنده الكهرباء 6 أو ثمان ساعات في اليوم والليلة، فليس لهذه المُدّة القليلة أثَر في النهارات الملتهبة، ومع هذا اعتاد الإنسان العدني أن يلعق حرارة الصيف كما يلعق قطعة الآيسكريم سيّان..
هذا شعب عصامي هزم الحرب، هزم الغلاء، هزم الخوف، هزم الدولار، هزم اللصوص، ثم هو يهزم الصيف، ليس أدَلُّ على ذلك من نساء بلادنا العفيفات المحجبات اللاتي يلبسن السواد، تصوروا عبايات سوداء وخمارات وجلابيب وأغطية، مع دوام إلى المدارس، والمستشفيات، والمعامل والمرافق الخاصة والحكومية، وعمل في المزارع والحقول ورعي الماشية وجلب المياه والحطب في الأرياف تحت شموس الصيف الحارقة، أي كفاح أي صبر، أي تحدٍ، أي بطولة.
يسير كبار السن "الشيَبَة" تحت حر الشمس وأمزجتهم رائقة، يتندّرون على سوء الأوضاع، الواحد منهم يتذكر حال عدن قبل ستين سنة، يحتفظ بذاكرة فولاذية، فيسرد لك سعر أنواع السمك في زمن الحاكم البريطاني، بينما الرئيس الأمريكي بايدن الذي ينام على مكيّف ويصحو على مكيّف ويمشي في أجواء باردة وسيارة مبرّدة بالتكييف تجده "خَرِف" ينسى وجبة الصبوح التي تناولها، يهذي ويتحدث بعقل زائغ، ومع ذلك يضارب على الكرسي، ويتحدى الجمهوري ترامب المجنون، حتى قال بعض المراقبون عن أمريكا إنها صارت آخر زمانها بين "مُخرِّف ومجنون"!
يا مجلس الرئاسة انتصروا مرة واحدة للشعب ولقرارات الشرعية، واعملوا لأنفسكم هيبة، عيب عليكم، أحواش بيوتكم وقصوركم وفللكم مليئة ببراميل الديزل، ومواطير الكهرباء تصم آذان الفقراء، ومع هذا تنبطحون مع أول سطر لبيان أُممي.."اشتحطوا"!
أي مقاومة هذه، ترى ظهر الآدمي يرشح "عَرَق" والقميص مبلل، لكن لا تفريط في الصحن الحار مهما كانت حرارة الصيف..
وإنّك لتعجب من صانع الحلوى، الذي يقف على الدست الضخم لعجن الدقيق والنشاء في حضرة النار الملتهبة، وصانع الروتي في الفُرن المشتعل، والخبّاز وهو يبسط كرات العجين ويضعها في التنّور الحار، أو موفى الحطب.
في هذه الأوقات الحارة يبدو أن بضاعة الماء المثلّج في الطرقات وعلى الأرصفة صارت سلعة رائجة، يبتاع الراكب والماشي قنينة ماء باردة أو أكثر، يفرح بها ويستروح، ويطرد الحر من جسده، كأنه حَفِل بنهرٍ من الماء يبرِّد أعضاءه.
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يهزم الصيف ويفتك بالحر، ولا نُلقي لشمس النهار بالًا بينما هي تلفح وجوهنا وتشوينا، نسير تحتها رويدًا نقهقه مع الأصدقاء، ونتجابر عقب الخروج من الدوام، وهي تلسع أجسادنا، ننسى الصيف، حتى صار الحر صديقنا الظريف واللطيف.
نحن الشعب الذي "تلصى" عنده الكهرباء 6 أو ثمان ساعات في اليوم والليلة، فليس لهذه المُدّة القليلة أثَر في النهارات الملتهبة، ومع هذا اعتاد الإنسان العدني أن يلعق حرارة الصيف كما يلعق قطعة الآيسكريم سيّان..
هذا شعب عصامي هزم الحرب، هزم الغلاء، هزم الخوف، هزم الدولار، هزم اللصوص، ثم هو يهزم الصيف، ليس أدَلُّ على ذلك من نساء بلادنا العفيفات المحجبات اللاتي يلبسن السواد، تصوروا عبايات سوداء وخمارات وجلابيب وأغطية، مع دوام إلى المدارس، والمستشفيات، والمعامل والمرافق الخاصة والحكومية، وعمل في المزارع والحقول ورعي الماشية وجلب المياه والحطب في الأرياف تحت شموس الصيف الحارقة، أي كفاح أي صبر، أي تحدٍ، أي بطولة.
يسير كبار السن "الشيَبَة" تحت حر الشمس وأمزجتهم رائقة، يتندّرون على سوء الأوضاع، الواحد منهم يتذكر حال عدن قبل ستين سنة، يحتفظ بذاكرة فولاذية، فيسرد لك سعر أنواع السمك في زمن الحاكم البريطاني، بينما الرئيس الأمريكي بايدن الذي ينام على مكيّف ويصحو على مكيّف ويمشي في أجواء باردة وسيارة مبرّدة بالتكييف تجده "خَرِف" ينسى وجبة الصبوح التي تناولها، يهذي ويتحدث بعقل زائغ، ومع ذلك يضارب على الكرسي، ويتحدى الجمهوري ترامب المجنون، حتى قال بعض المراقبون عن أمريكا إنها صارت آخر زمانها بين "مُخرِّف ومجنون"!
يا مجلس الرئاسة انتصروا مرة واحدة للشعب ولقرارات الشرعية، واعملوا لأنفسكم هيبة، عيب عليكم، أحواش بيوتكم وقصوركم وفللكم مليئة ببراميل الديزل، ومواطير الكهرباء تصم آذان الفقراء، ومع هذا تنبطحون مع أول سطر لبيان أُممي.."اشتحطوا"!