كثير منا عايش وتعايش مع مصطلح ومفهوم سياسي كان دارجًا كما يعتقد في مرحلتي القرن التاسع عشر والعشرين، وهو (الحرب الباردة) بين قطبي العالم كما كان أيضًا يتم وصفه بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي.

انكب كلا القطبين في ذلك العهد الشمولي نحو التسابق والتسلح وهو الأمر الأساسي الذي لم يتغير حتى يومنا وعصرنا الواحد والعشرون.

بينما تفكك الاتحاد السوفياتي وأصبح عدة دول في اتحاد.. انحسرت روسيا باتحادها وتنحسر أمريكا بسياساتها نحو الحلفاء وتخسر شعوب الأرض مسالكها الآمنة. في حروب اليوم غير الباردة والذي يطغى عليها صيف وحر الأجواء الطبيعية والسياسية والمناخ. فلم تعد هناك من جائحة واحدة، لقد أصيب عالمنا بالجوائح كلها ما علمناه ومالم نعلم.

لم تعد السياسة مصطلح ودراسة، لقد تحولت مثلها مثل غيرها نحو المفاهيم المغايرة والمتناقضة للطبيعة البشرية والتي خلق الإنسان عليها وهي الفطرة.

كل شيء قابل للتبدل والتغيير، كل شيء كان على امتداد سينحسر مثل دجلة و الفرات. الحرب لم تعد باردة وقطبا العالم السابقين لا يزالان كما هما قطبان في هذا العالم، احتكار العالم غدا أسلوب سياسي ينم عن أطماع قوى بشرية لم تعد الفطرة الإنسانية فيها.

العالم يوغل في التطرف في كل شيء حتى في أدنى تشكيلات الموضة والماكياج.

لقد ولدت في عالمنا سخافات عدت على إنها قيمٌ، وفي المقابل خسرنا قيم المجتمعات كلها والبشرية جمعاء بسبب تهافت بعض الأغبياء على كراسي مدولبة وذكاء يقال عنه اصطناعي.