لسان حال المواطن الفقير مع كل صباحٍ يأتي "على بابك يا كريم"، أما الحكومة فلا باب أبقَت، ولا نافذة تركَت.. نسيَت الدولة أن لها رعايا من البشر، حتى جاء زمن لم يُفتَح لهؤلاء الناس من الوظيفة إلا باب "العسكرة" الذي يظل مفتاحه بيد التحالف.

ترك المعلمون والطلاب المدارس وذهبوا إلى الجبهات المُعطّلة، حتى الغرب البعيد بيده مفتاح باب الجبهات، ردّوا العسكر العمالقة من خطوط التماس باتفاق أسموه استوكهولم ويعني "STOP" هلُمّ.. سيّان!

هذا المبعوث الدولي جراند هنسبيرج صمت سنتين على إيقاف صادرات النفط ولم يتحرك، ولما أوقف البنك المركزي ستة بنوك خالفت القانون انتفض ببيان أُممي يحذّر الحكومة من تصعيد اقتصادي وعسكري.

نحنُ يا مبعوث الأُمم المتحدة شعبٌ كالخامة من الزرع تُفيئُها الريح يمنةً ويسرة، لا نبالي بالمصائب والرزايا ستملُّ أنت من صبرنا ولن نملُّ نحن من حماقاتك.

وتجلُّدي للشامتين أُريهمُ

أني لريبِ الدهرِ لا أتضعضعُ

ولمّا كانت "الشرعية" مهذّبة مع هيئة الأُمم، طغت عليها وبغت، حتى فكّت علاقتها مع شعبها، بعد أن دمّرت اقتصاد البلد، وصنعت أكبر أزمة إنسانية في العالم.

كيف لنا أن نصبر طويلًا على حكومة تابعة لحكم مبعوث ولا تحتكم لإرادة شعبها، أين الدولة؟ كيف يمكن لحكومة أن تكشف عن مصير مختطف اسمه " علي عشال"، بينما هي قرارها مختطف منذ 10 سنوات. أين الدولة من جرائم الفساد؟ أين سوط العقوبة الذي تؤدب به الدولة لصوص المال العام، الذين غرقوا في الحرام إلى أكتافهم؟

يرى المراقبون أن الدولة معنية بالبحث في تفاصيل جريمة اختطاف عشال، وأن تقف ضد من يريد تسييس القضية، ليعبث بأمن عدن، فالجنوب كله على قلب رجل واحد تجاه الحادثة الأليمة.

أين الدولة من ضياع حقوق الناس، وغياب الخدمات، وانهيار العملة؟ أين الدولة من أمن البحر الأحمر؟

ولِما لا تحث المبعوث الدولي لإيجاد حلًّا لمشكلة تهديد الملاحة وطريق التجارة الدولية؟ أم أنها تخجل أن تعكّر مزاج المبعوث لأنه صديق الحوثي.

ربما يرى مبعوث هيئة الأُمم أن الحوثي هو البديل الأفضل لحكم اليمن، في وقت يرى فيه الشرعية ضعيفة، والأحزاب والمكونات السياسية متهالكة، وإنّ لنحذّر ساسة اليمن وقادتها حكومة وأحزابًا أنكم إن أمعنتم في الرَّقَدة، وتماديتم في التواطؤ والخذلان فانتظروا ما يسوؤكم، تعلّموا الحرية قليلًا وقولوا لهيئة الأمم:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".