الجنوب اليوم غير جنوب الأمس، جرت في نهره مياه كثيرة استطاع أن يقف على رجليه، وبالطبع من أدار المشهد وسط العواصف والأعاصير رافقته أخطاء كثيرة بعضها كانت غير مقبولة، ولهذا هناك ضرورة لإعادة الحسابات بهدف تقويم المسار.

الجنوب محاصر من كل الزوايا والاتجاهات ولازالت القوى المعادية تفرض حصارها المميت والحمد لله لا زال شعب الجنوب صامدًا ولم يتزحزح قيد أنملة عن هدفه في استعادة دولته رغم ضراوة المعاناة يضاف إلى ذلك الأخطاء الكثيرة في إدارة المشهد.

الجنوب يتعرض لتهديد وجودي فهو اليوم على المحك يستطيع ان يتحمل كل أنواع الضغط من القوى المعادية إلا أنه لن يستطيع أن يتحمل أخطاء وتصرفات بعض القيادات وبعض الأجهزة الأمنية وخاص بعد ظهور واقعة اختطاف علي عشال، وهذا الحدث يضرب بالصميم لحمة الجنوبيين الذي هي الأساس في صموده ووقوفه شامخًا صلبًا أمام القوى المعادية التي تستهدف اجتثاثه من الوجود، فنحن اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما أما التصحيح وهذا أصبح مطلبًا شعبيًّا من قيادة الانتقالي والعودة إلى المسار الصحيح وهذه فرصة تاريخية وأما العكس فهذا الطريق قد يؤدي إلى هدم المعبد على رووس جميع الجنوبيين.

اعتقد أن التصحيح أصبح هو الطريق الأمثل للتجاوب مع تطلعات شعب الجنوب والتصحيح أصبح واجبًا وطنيًّا فهو الطريق الاّمن فمصلحة الجنوب أكبر وأهم من مصلحة الأفراد.

الطريق إلى التصحيح لابد أن يسير باتجاهين الأول أن تبادر قيادة المجلس الانتقالي بالمهمة وتشكل من داخله هيئة تحضر لمؤتمر وطني وتضع برنامجًا يعرض على لقاء بضم عدد كبير من ممثلي الانتقالي في المحافظات الجنوبية والخارج يقف أمام الوضع العام ويخرج بقرارات تعيد المسار الصحيح لإدارة المشهد السياسي وتنظف البيت الجنوبي من الفاسدين وتضع استراتيجية عمل المجلس فيما يتعلق بإحياء العمل المؤسسي وتوسيع المشاركة ووضع حد للأخطاء التي تعرض لها المجلس خلال الفترة الماضية.

والطريق الثاني أن يستمر الضغط الشعبي حول قضية اختطاف عشال وكل المخفيين والمختطفين الآخرين ويكون الضغط سلميًا ويطالب الجميع بالامتثال للإرادة الشعبية ويتم الضغط للإسراع في جلب المتهمين للمثول أمام القضاء وإظهار الحقيقية جلية مع تنظيف الأجهزة الأمنية من الفاشلين والخارجين عن القانون وكل الذين مارسوا الفساد وبالذات في البسط على الأراضي بالقوة.

معركة الجنوب أصبحت متشابكة ومعقدة جدًا وهناك من يريد خلط الأوراق لإغراق الجنوب في قضايا ذاتية ليتسنى لهم بعدها الاستفراد بالحامل السياسي وإسقاطه من أجل سلب الجنوب من حامله السياسي الحقيقي واستبداله بآخرين يتم تهيئتهم اليوم على قدم وساق ليتمكنوا من إجراء التسوية بسلاسة لذا وجب التصحيح قبل فوات الأوان فالجنوب قوي بتماسكه وقوة وعدالة قضيته وبتلاحم الشعب بالسير نحو الهدف الأساسي وهو استعادة دولته الجنوبية الاتحادية المستقلة.