> «الأيام» غرفة الأخبار:

تتواصل المخاطر بحدوث كارثة بيئية بالبحر الأحمر وخليج عدن، مع إصرار الحوثيين على استهداف ناقلات النفط والمواد الكيماوية.

ويوم الثلاثاء، كشفت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة عن حصيلة للهجمات التي شنتها ضد السفن التجارية منذ نوفمبر من العام الماضي، وحتى أواخر يوليو الماضي، بالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولًا إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

وقالت القناة إن هجمات الحوثيين خلال هذه الفترة استهدفت 170 سفينة تجارية، توزعت على 44 سفينة حاويات، و36 بضائع سائبة، و28 ناقلات نفط وكيماويات و13 سفن شحن عامة.

ورغم هذا العدد الكبير من السفن المستهدفة، إلا أن نسبة إصابة السفن من جراء الهجمات التي تشنها المليشيا باستخدام الطائرات المُسيرة والصواريخ البالستية ووصولًا إلى الزوارق المفخخة مؤخرًا، لا يتجاوز الـ20 % فقط معظمها إصابات غير مؤثرة، في حين تسببت الهجمات بغرق سفينتين فقط.

إلا أن ذلك لا يُلغي الخطر الذي تمثله هذه الهجمات، وخاصة محاولات المليشيا الحوثية استهداف ناقلات النفط والمواد الكيماوية في البحار القريبة من مناطق سيطرتها وهي خليج عدن والبحر الأحمر بدرجة أعلى، حيث تزيد نسبة إصابة السفن بالهجمات، على عكس الحال في البحر العربي والمتوسط والمحيط الهندي.

فمع فشل 28 هجومًا أقرت به جماعة الحوثي ضد ناقلات النفط والمواد الكيماوية، أضافت الجماعة خلال الساعات الماضية لهذا الرقم محاولة جديدة، تمثل بمحاولة ناقلة النفط الخام دلتا بلو لأربع مرات وعلى دفعتين، مستخدمة 3 أنواع من الأسلحة، وفق تقارير ملاحية بريطانية.

حيث حاولت جماعة الحوثي مساء الخميس، مهاجمة الناقلة على بعد 45 ميلًا بحريًّا جنوب المخا بقذائف آر بي جي أطلقها مسلحون على متن مركبتين صغيرتين إلا أنها انفجرت على مقربة من السفينة، لتعاود استهداف الناقلة ثلاث مرات فجر وصباح الجمعة، قبالة ميناء الصليف بمحافظة الحديدة والخاضع لسيطرة المليشيا.

وجرت محاولة استهداف الناقلة من قبل الحوثيين مرتين بصاروخ باليستي إلا أنهما سقطا بالبحر بجوارها، وفي المرة الثالثة حاولت المليشيا الحوثية مهاجمة الناقلة بواسطة زورق مفخخ، إلا أن فريق الأمن المسلح التابع للناقلة أطلق النار على الزورق المفخخ لينفجر بعد ذلك على مسافة من السفينة.

ورغم نجاة الناقلة بشكل أشبه بالمعجزة من هذه الهجمات، إلا أنها تكشف حجم الإصرار لدى مليشيا الحوثي باستهداف الناقلة وإغراقها دون الاكتراث بعواقب ذلك وحجم الكارثة البيئية التي ستنجم عن إصابة الناقلة وتسرب ما تحمله إلى البحر.

وبحسب البيانات المتوفرة عن الناقلة بمواقع تتبع السفن، فإن حمولتها من النفط الخام تتجاوز 80 ألف طن، أي ما يعادل أكثر من نصف مليون برميل، وهي من الحجم المتوسط لناقلات النفط، وهو حجم ناقلات النفط التي تمر من باب المندب والبحر الأحمر لتمكنها من عبور قناة السويس، وتتراوح حمولتها بين نصف مليون ومليون برميل.

ما يعني أن نجاح الحوثي في استهداف أي ناقلة نفط مستقبل في خليج عدن أو البحر الأحمر، يعني كارثة بيئية يمكن أن تعادل نصف حجم الكارثة التي كانت تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من حدوثها جراء إصرار المليشيا على منع تفريغ خزان صافر المتهالك والقابع بالقرب من الحديدة.

ومنذ اندلاع الحرب عام 2015م وحتى منتصف العام الماضي منعت المليشيا تفريغ الخزان الذي يحتوي أكثر من مليون برميل نفط خام، رغم التحذيرات الدولية والأممية من أن انفجار أو تسرب النفط من الخزان يمكن أن يتسبب بواحدة من أكبر الكوارث البيئية في العالم.

وحذرت دارسة سابقة للأمم المتحدة من أن كارثة صافر في حالة حدوثها ستكون أكبر بأربع مرات من تسرب النفط الذي وقع للناقلة إكسون فالديز عام 1989، ما سيجعل كارثة خزان صافر مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ.

وحذرت الدراسة من أن تسرب النفط من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيحرم مئات الآلاف من العاملين في مجال الصيد مصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها، وأن الأمر سيستغرق أكثر من 25 عامًا لاسترداد مخزون الأسماك، مقدرة تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار أمريكي.



"نيوزيمن"