> البيضاء «الأيام»:

تحشيدات عسكرية حوثية دفعت بها جماعة الحوثي، يوم أمس، لقمع قبائل البيضاء بعد ثلاثة أيام من مواجهات في بلاد قيفة، في وضع حذرت منه الحكومة الشرعية.

وكانت مديرية ولد ربيع الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من محافظة البيضاء شهدت مواجهات بين القبائل ومليشيات الحوثي في بلدة حمة صرار، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين، الأربعاء الماضي، قبل تدخل وساطة قبلية للتهدئة مؤقتا.

وقالت مصادر قبلية ومحلية لصحيفة «العين الإخبارية» الإماراتية، إن تعزيزات عسكرية جديدة لجماعة الحوثي وصلت إلى المنطقة، تتألف من معدات ثقيلة بينها دبابة ومدرعة ومئات العناصر المدججة بالأسلحة، فيما بدأت طائرات مسيرة بالتحليق المكثف في سماء مناطق قيفة لـ«إرهاب المدنيين ورجال القبائل من أي مقاومة».

وأكدت المصادر أن التعزيزات التي بدأت بالتدفق إلى محيط بلدة حمة صرار تحديدًا، تكشف عن «اعتزام الحوثيين اجتياح المنطقة عسكريًّا، وارتكاب مجزرة جديدة لا تقل عن جرائمها السابقة في ‫البيضاء وعموم البلاد»، على حد قول المصادر.

وقبل ظهر الأربعاء الماضي، أصيب مواطن يدعى مقبل ناصر الصراري، عندما كان يقود دراجته النارية برصاص عناصر حوثية في حاجز تفتيش في بلدة حمة صرار، بزعم سرعته العالية، عندها تدخل أحد أبناء المنطقة ويدعى سيف مرداس الصراري، لإسعافه، لكن الحوثيين أطلقوا الرصاص عليه وأردوه قتيلا.

ووفقًا لمصادر محلية، فإن الحادثة أشعلت غضب قبيلة حمة صرار، إحدى قبائل قيفة، مما أدى إلى تدافع أبنائها لمهاجمة عناصر الحوثي في حاجز التفتيش، إلا أنهم لاذوا للتحصن في مئذنة مسجد بالمنطقة تتخذه الجماعة كثكنة عسكرية وقاموا بقنص الأهالي، مما دفع رجال القبائل لمحاصرتهم وقتلهم وإحراق المئذنة.

ودفع الحوثيون بتعزيزات للمنطقة لكن القبائل قطعت الطريق‏ في بلدة الوثبة، واشتبكت مع عناصر الحوثي بشراسة، قبل تدخل وساطة، سمحت للحوثيين بإنزال جثامين قتلاها في مئذنة المسجد وحاولت احتواء الأوضاع.

إلا أن المليشيات ذهبت لتطويق البلدة عسكريا وحصارها واشترطت تسليم 7 من أبناء القبائل كرهائن قبل أن تستقدم، قوة كبيرة استعداد لاقتحام البلدة.

ويرى مراقبون أن استقدام الحوثيين لتعزيزات عسكرية وطائرات مسيرة ليس فقط استعراض قوة لتخويف القبائل وإنما للانتقام من قبائل البيضاء.

في المقابل، ردت القبائل بالانتشار والتمركز في مرتفعات حمة صرار، استعدادًا لأي هجوم حوثي مباغت لاسيما مع استمرار الحوثيين بفرض حصار مشدد على البلدة، واستقدام تعزيزات، رغم وجود وساطة قبلية تسعى لاحتواء الأوضاع ومنع تجدد المواجهات.

وأطلق ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناصرة واسعة تحت وسم «قيفة ليست إسرائيل يا حوثي» رفضًا لاستعدادات الحوثيين لـ«شن عملية عسكرية لقمع القبائل، في وقت تتجاهل الرد على إسرائيل بعد ضرباتها على ميناء الحديدة»، على حد قولهم.