> عبدالقادر باراس:
- وزير التجارة والصناعة يشيد بتاريخ عدن ودورها الاقتصادي
- رئيس الغرفة التجارية: علينا العودة لأهدافنا المشتركة
> أقامت الغرفة التجارية والصناعية بعدن، أمس الاثنين، احتفالًا بذكرى تأسيسها الـ138 عامًا تحت شعار "عراقة التاريخ وطموح المستقبل"، باعتبارها أول غرفة تجارية عُرفت في المنطقة. أُقيم الاحتفال في قاعة مول بالعاصمة عدن، واشتمل على حفل خطابي وتكريمي، حضره مستشار رئيس الجمهورية بدر باسلمة، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار علي أحمد جرهوم، ورئيس مصلحة الضرائب جمال سرور، ونائب محافظ البنك المركزي د. محمد عمر باناجة، ونائب وزير الصناعة والتجارة المستشار سالم الوالي، وعدد من رجال الأعمال وسيدات الأعمال.

في بداية الاحتفال تحدث وزير التجارة والصناعة محمد الأشول، مؤكدًا أن "الاحتفاء بذكرى تأسيس الغرفة التجارية والصناعية الـ 138 هو احتفاء بتاريخها العريق في العاصمة عدن، التي تأسست قبل أن تُذكر الغرف التجارية على مستوى المنطقة بالكامل"، وأوضح أن عدن "تلك العاصمة وتلك المدينة التي ارتبط بها العالم شرقًا وغربًا، تأسست لتكون حاضنة للعمل التجاري والاستثماري، وميناؤها الذي كان يعبر فيه وعبره الكثير من البواخر والسفن التجارية التي شقت طريقها ابتداءً من عدن إلى مشارق الأرض ومغاربها".
وأضاف: "ستظل عدن تُذكر بكل فخر واعتزاز لدورها العظيم، واحتفالنا اليوم بهذه المناسبة العظيمة جاء تقديرًا لدور عدن العاصمة ومدينة التجارة. كنتُ قبل فترة في الصين، وإذا بكثير من المسؤولين الصينيين يذكرون عدن وتاريخها منذ الثمانينيات والتسعينيات، والسفن التي تحركت في 1956م وهي تحمل البخور العدني والكثير من المنتجات العدنية".
وأعرب وزير الصناعة في ختام كلمته عن أمله بأن "تعود عدن لبريقها ولمعانها، بما يعزز من دور القطاع الخاص ويزيد من فرص التنمية لهذه المدينة التي يجب أن يحافظ عليها الجميع. يجب أن يعود رأس المال إلى عدن العاصمة". وأشار إلى أن "اليوم، كثير من المشاريع التي نراها في عدن مقتصرة على فنادق ومولات ومطاعم. نريد أن تُبنى عدن بالمشاريع التجارية الاستراتيجية لتعيد تاريخها القديم".

من جانبه، أكد نائب المحافظ وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن، بدر معاون، أن "الاحتفاء بذكرى تأسيس الغرفة في عدن وكل رجال المال والأعمال في القطاع الخاص بيوم تأسيسها الـ 138، كونها تعد واحدة من أهم وأقدم الغرف التجارية على مستوى الشرق الأوسط". وأضاف: "مسيرة الغرفة حافلة بالعطاء والتميز، وكانت وما تزال صاحبة الريادة في أداء المهام المناطة بها خلال الـ138 سنة، وما قامت وتقوم به من دور بارز في كل المنعطفات التاريخية التي مر بها الوطن بشكل عام ومدينة عدن بشكل خاص في خدمة الوطن والمواطنين، وحلقة وصل بين رجال المال والأعمال والسلطات القائمة في مختلف الحقب التاريخية التي توالت على مدينة عدن، وهو ما يجعل الغرفة التجارية والصناعية بعدن محطة فخر واعتزاز بما تمتلكه من رصيد وافر من الإنجازات عبر مسيرتها الطويلة، وما أفرزته من خبرات وكفاءات في العمل التجاري والصناعي وإدارات ناجحة لرأس المال الوطني في كل الظروف والأحوال".

أمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن بدر معاون
وجدد نائب محافظ عدن تأكيده على دعم السلطة المحلية في عدن لكل ما تقوم به الغرفة من جهود في سبيل الارتقاء بدور القطاع الخاص والإسهام في بناء حاضر ومستقبل مدينة عدن وتحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات. واختتم كلمته بالدعاء بالتوفيق للجميع لما فيه خير وتطور الوطن ومدينة عدن بشكل خاص.
وفي الحفل، رحب الشيخ أبوبكر باعبيد، رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن، بالحاضرين من القطاع الخاص وسيدات الأعمال، قائلًا: "أهلا بكم في الغرفة التجارية العدنية كما كان يُطلق عليها سابقًا. هذه المدينة خُلقت من أجل التجارة والصناعة والاستثمار، ومن يعمل في غير ذلك فهو ضد التيار وضد العمل الذي ينبغي أن نقوم به من أجل هذه المدينة".
وأوضح باعبيد أن الغرفة منذ تأسيسها كان مجلس إدارتها مكونًا من خمسة أعضاء، قائلًا: "كانوا خمسة يمثلون جنسيات عربية وأجنبية وهندية، ومن جنسيات مختلفة لكن كان هدفهم واحدًا، وهو أن تكون الغرفة السند الأكبر لهذه المدينة. ومن هذه الغرفة كانت تمر المقترحات لتطوير البيئة وتطوير الاقتصاد والتجارة لمصلحة هذه المدينة. الآن، الجنسية واحدة لكن الأهداف مختلفة، للأسف، هذه الإشكالية التي نعاني منها. لابد أن نعود للهدف، وما هو هدفنا في هذه الغرفة بكل مجالاتها. أما إذا كانت الأهداف مختلفة فلن تكون للمدينة قائمة. فكل عمل كبير بحاجة إلى أناس ذوي عقليات متقاربة ومتفاهمة. العالم يُدار ويتحكم به التجارة ورأس المال، وهو الذي يتكلم ويتحرك، ودول تعطي المزايا لمن يحملون رأس المال. فالتاريخ شيء مهم وله رجاله الذين يكتبونه ويربطونه بالحاضر، ولا نكتفي بالتغني بالماضي بينما مازلنا نتراجع إلى الوراء، ومازلنا نتمسك بالتاريخ من غير أن ننظر للمستقبل. علينا الاستفادة من التاريخ وليس التمسك به".

الشيخ أبوبكر باعبيد، رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن
وثمّن رئيس الغرفة التجارية في كلمته دور وزارة الصناعة والتجارة على تعاونها مع الغرفة، مذكرًا بوجود صعوبات تعترض سير عمل القطاع الخاص.
ونوّه في ختام كلمته بوجوب التكاثف للوصول إلى تنمية حقيقية للبلد، قائلًا: "إذا أردنا الوصول إلى التنمية الحقيقية التي ننشدها للبلد، نحن بحاجة إلى تكاتف الجميع. نحن كل ما نريده هو التعاون والتنسيق للوصول إلى تحقيق تطلعاتنا التي تصب في الصالح العام، ومن هنا ينبغي أن نفهم بعضنا البعض. تقديم التسهيلات للمستثمر مهم وسيعود بالنفع للبلد وليس للمستثمر وحده. ولكي يأتي الاستثمار، ينبغي تطبيق القانون. العقبة التي تواجه القطاع الخاص اليوم ليست بعدم وجود القوانين، ولكن في عدم التنفيذ الجيد للقوانين للمصلحة العامة".
وبدوره، عبّر نائب رئيس الغرفة والتجارة، الشيخ سالم السعدي، في كلمته عن سعادته بهذا الاحتفال، قائلًا: "ها نحن نلتقي هنا في هذا اليوم تحت ظل الغرفة التجارية والصناعية في عدن، هذا الكيان الذي عملنا فيه وانتسبنا إليه منذ عشرات السنين. وخلال فترة عضويتنا في الغرفة، شاهدنا البلاد تمر بعدة مراحل صعبة ولحظات عصيبة ومنعطفات تجارية واقتصادية، كان من الصعب تخيل أن يتمكن القطاع الخاص من تجاوزها. ولكن برغم كل تلك الظروف، استطاعت الغرفة التجارية في عدن والقطاع الخاص أن يثبت نفسه بأنه الرقم الصعب الذي ليس من السهل تجاوزه، فكان ونحن فيه السند الحقيقي للتجارة والاقتصاد".

وأكد السعدي في كلمته التزام الغرفة بمواصلة دورها البارز والحفاظ على مكانتها التاريخية، قائلًا: "فما حققته الغرفة التجارية في عدن منذ تأسيسها وخلال أقل من قرن ونصف من الزمان من الصعب أن يتم إحصاؤه أو تجاهله. وكعادة من مروا عليها وكانوا جزءًا من كيانها، لطالما عمل رجال الغرفة التجارية في عدن بصمت، وبذلوا الكثير وقدموا الأكثر من أجل المحافظة على سمعة الغرفة التجارية والقطاع الخاص الذي تمثله، وأدوا واجبهم الوطني بالسعي لتعزيز التنمية والاستقرار الاقتصادي.
ولهذا يعتبر يوم تأسيس الغرفة التجارية في عدن يومًا مشهودًا لكيان مميز برجال استثنائيين. ولهذا اسمحوا لي من خلال هذا المنبر، وباسم المكرمين في هذا اليوم المميز من عمر غرفة عدن، أن أتقدم بالشكر والتقدير للغرفة التجارية والصناعية في عدن ككيان أعطانا الفرصة أن نخدم الوطن والمواطن وأن نكون جزءًا من هذا الكيان العريق تاريخيًا، واسمحوا لي أن أتقدم بالشكر والتقدير لرئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية في عدن، الأستاذ أبوبكر باعبيد، الذي لطالما عمل من أجل هذه الغرفة ومنتسبيها وأعضائها وكل من له علاقة وارتباط بها، وها نحن نرى اليوم غرفة عدن تحت قيادته وهي تشهد تطورات في نظام عملها الإداري والتنظيمي والتقني، وتجهيز مبناها الجديد، وما تقوم به من جهود لتعزيز تواجدها على الساحة التجارية والاقتصادية المحلية والدولية، ومع كل ما تمر به غرفة عدن، وفي خضم كل هذه التطورات التي تحيط بها، إلا أنها لا تزال تذكر رعيلها ومن عملوا فيها، فتقوم قيادتها مشكورة بكل تقدير وتشريف بتكريمهم وإحياء الذكرى الـ138 لتأسيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن. ومن خلال هذه الفعالية وإحياء هذه الذكرى، تكرم أبرز من عملوا وارتبطوا بها، وهذا التكريم بهذه الاحتفالية المميزة وبهذه الذكرى التاريخية بحد ذاته نعتبره نحن المكرمون شرفًا وتقديرًا وشهادة لنا لما قدمناه من أجل الغرفة التجارية في عدن وللقطاع الخاص بشكل عام.
وهو دليل على أصالة الغرفة التجارية في عدن وقيادتها التي تذكر الأشخاص الذين عملوا فيها وبذلوا جهودًا كبيرة لأجلها، وتشريفهم بتكريمهم في ذكرى هذا اليوم التاريخي. وفي الختام، أدعو الله العلي القدير أن يجعل المستقبل التجاري والاقتصادي لعدن متألقًا مزدهرًا، وأن يحفظ الله عدن وأهلها من كل شر وسوء بإذن الله".
كما ألقيت كلمتان تمثل دور المجتمع المدني د. محمد حمود، مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن، وكلمة عن سيدات الأعمال كلثوم ناصر، القتها نيابة عنها الأستاذة ليلى حنبلة أشادا بدور الغرفة التجارية وعراقتها.
وشهد الحفل تكريمًا للرجال الذين ساهموا في خدمة الغرفة والحفاظ على مكانتها المرموقة، كما تم عرض مقاطع مرئية لأهم محطات الغرفة التجارية بعدن، وفي الوقت نفسه تم تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالغرفة التجارية والصناعية لعدن كخطوة أولى نحو التحول الرقمي، مما يعكس حرص الغرفة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتقديم خدمات أفضل لأعضائها وللمجتمع التجاري في عدن.
اختتم الحفل بتبادل التهاني والتبريكات بين الحضور، مشيدين بالدور التاريخي الذي لعبته الغرفة التجارية والصناعية بعدن في تعزيز الاقتصاد الوطني، ومتمنين لها مزيدًا من النجاح والتقدم في المستقبل. كانت المناسبة فرصة للتأكيد على أهمية تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنمية في مدينة عدن، التي لطالما كانت وما زالت مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا هامًا في المنطقة.