علّمنا التاريخ أنه ليس هناك أبشع وأقذر من الحروب الدينية أو تلك الذي يُرتدى فيها جلباب الدين، حيث تُنتهك كل المقدسات وأهمها قداسة حرمة قتل النفس الإنسانية التي تصبح لا قيمة لها ولا اعتبار في هذه الحروب الدينية كما علمتنا التجارب منذ ما قبل التاريخ.

إن أخطر ما يؤسس له الحوثي وحلفاؤه الضمنيون في مشروع الحروب الدينية من الإخوان، أنها أكبر من مجرد صراع على سلطة أو جاهِ أو مال، بل هو ادعائهم وحدهم امتلاك الحقيقة المطلقة فيما يعتقدون، وأن غيرهم ليسوا إلا كفرة وفي أحسن الأحوال عبيدا في خدمة مملكة قداستهم الدينية.

مثل هذه العصابات تفتح الأبواب على حروب لا أول لها ولا آخر لأنها لن تبقي على حضارة ولا حتى دين يردع الغلو، فهم يبتدعون دينا آخرا لهم يلبي غرور عنجهية ادعاء اصطفاءهم عن غيرهم من المسلمين.

في السبعينات رفع الوافدون من اليمن الأسفل إلى عدن من القومجيين، شعار "من أجل حكم صنعاء لا بد من حكم عدن".

الآن الإخوان المسلمين وأيتام عفاش وسقط المتاع من الاشتراكيين يعملون بنفس الأسلوب ويرفعون شعارا من أجل تحرير صنعاء من الحوثي خلونا نحكم عدن.

سيكون عارا على كل القوى الجنوبية أن تمرر عليها هذه الألاعيب مرة أخرى، في المرة السابقة احتفظ كثيرون بجنوبيتهم السياسية ودافعوا عنها وسقطوا بشرف من أجلها، ونحن نسير على خطاهم.

لا يهمنا من يدير أمر الجنوب مستقبلا ولا يعنينا مذهبه السياسي شرط التطهر من رجس اليمننة السياسية وأن يحترم أمرين أساسيين هما ديمقراطية الدولة الجنوبية واتحاديتها.

من ترعاهم مخابرات دول تعادي مشروع شعب الجنوب تاريخيا، ومن يؤمن سفرهم وتحركاتهم الأمن القومي اليمني والسياسي ومن تقيم لهم أطراف الشرعية اليمنية المهرجانات وحملات العلاقات العامة هم آخر من يمتلكون الحجة الأخلاقية للحديث عن حق شعب الجنوب العربي أو الحديث باسمه.

شعبنا الجنوبي يمتلك الوعي الوطني والسياسي ويعرف من هم في صف الوطن ومن هم ضده.