> واشنطن/ لندن "الأيام"رويترز:

​قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تجري عمليات برية محدودة تركز على البنية التحتية لجماعة حزب الله في لبنان قرب الحدود مع إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين، الاثنين “هذا ما أبلغونا بأنهم ينفذونه حاليا وهي عمليات محدودة تستهدف البنية التحتية لحزب الله قرب الحدود”.

وعندما سئل ما إذا كان من الممكن تأكيد أنها عمليات برية محدودة رد قائلا “هذا ما نفهمه”.

تتزايد المؤشرات يوم الاثنين على أن إسرائيل على وشك إرسال قوات برية إلى لبنان، بعد أسبوعين من الهجوم على جماعة حزب الله المدعومة من إيران والذي بلغ ذروته باغتيال زعيمها حسن نصر الله.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن تمركز القوات الإسرائيلية يشير إلى أن توغلا بريا قد يكون وشيكا.

وبعد أسبوعين من الغارات الجوية المكثفة وسلسلة من الاغتيالات لقادة حزب الله، أشارت إسرائيل بشكل أقوى إلى أن غزوا بريا يلوح في الأفق.

وتشكل الهجمات الإسرائيلية على أهداف مسلحة في لبنان جزءا من صراع يمتد من قطاع غزة ومن الضفة الغربية المحتلة إلى الجماعات المدعومة من إيران في اليمن والعراق. وأثار التصعيد مخاوف من انجرار الولايات المتحدة وإيران إلى الصراع.

وقال ميلر إن الولايات المتحدة تواصل دعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لكنه أضاف أن الضغط العسكري قد يساعد في بعض الأحيان على تفعيل الدبلوماسية. وحذر من أن الضغط العسكري قد يؤدي أيضا إلى سوء التقدير وعواقب غير مقصودة.

وأكد حزب الله الإثنين أنه سيواصل "مواجهة" إسرائيل "مساندة" لغزة و"وردا" على الاغتيالات مبديا استعداده لمواجهة أي عملية برية اسرائيلية، وذلك بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة.

وفي كلمة متلفزة ظهر الإثنين، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب سيواصل "مواجهة" اسرائيل "مساندة" لغزة و"وردا" على الاغتيالات.

وفي أول تعليق لحزب الله منذ مقتل نصرالله، شدد قاسم في كلمة مسجلة بثها تلفزيون المنار على أن حزب الله سيواصل "مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين.. وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين".

وقال "سنواجه أي احتمال ومستعدون إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل بريا".

وأضاف أن الجماعة المدعومة من إيران تواصل عملياتها وتتحرك وفقا للخطط الموضوعة بالفعل، ووصف هجماتها حتى الآن بأنها عند "الحد الأدنى". وذكر أن المعركة قد تكون طويلة.

وكذلك، أكد أن الحزب سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار في الحزب، ونملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت". مشيرا الى ان نصرالله قتل مع أربعة آخرين، بينهم نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، في نفي لما أعلنته إسرائيل عن مقتل 20 بالاجتماع الذي استهدف فيه نصرالله.

وتحدث قاسم عن اختيار قيادات بديلة للتسلسل الهرمي للقيادة، خلفاً لكوادر حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل على مدار الأيام الماضية.

وأضاف "نحن الآن نتابع القيادة وإدارة المواجهة بحسب هيكيلة الحزب.. ففي هيكيلة الحزب يوجد نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقع كان، وكل ما حدث أجرينا العمل اللازم لتحل البدائل مكان ما حصل كمشكلة".

وتابع "كونوا مطمئنين أن الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة ولأننا على قلب واحد.

ومضى قائلًا "إذا كان هناك أحد يعتبر أنه سينتظر بعض التعيينات ليرى ما سيحدث، أقول لكم ما يحدث الآن هو قيد المتابعة العادية والطبيعية وبالتالي لا تنتظروا أمورا كي تكون على خاطركم".

وبدأ الاثنين الحداد الرسمي على نصرالله لمدة ثلاثة أيام في لبنان.

وجاءت تصريحات نعيم قاسم بعدما شنت إسرائيل في وقت مبكر الاثنين غارة في قلب بيروت للمرة الأولى منذ بدء التصعيد العسكري بين الدولة العبرية وحزب الله ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكذلك، أعلنت حركة حماس حليفة حزب الله والمدعومة من إيران أن قائدها في لبنان قتل الاثنين في ضربة في جنوب لبنان حيث يشن الجيش الإسرائيلي ضربات عنيفة ضد حزب الله منذ أسبوع.

وسقط القتلى في أحدث موجة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة المستمرة منذ أسبوعين على أهداف لمسلحين في لبنان. والضربات الحالية ضمن صراع يمتد أيضا من الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة إلى اليمن وداخل إسرائيل نفسها.

وذكرت حماس أن قائدها في لبنان وعضو قيادتها في الخارج فتح شريف أبوالأمين قُتل مع زوجته ونجله ونجلته في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور في جنوب لبنان في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.

ومع تكثيف إسرائيل للأعمال القتالية ضد الجماعات والفصائل المتحالفة مع إيران في المنطقة، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن القياديين الثلاثة قُتلوا في ضربة استهدفت منطقة الكولا في بيروت.

وذكر شهود من رويترز أن الضربة الإسرائيلية أصابت الطابق العلوي من مبنى سكني في منطقة الكولا.

والهجوم اليوم على الكولا هو الأول على ما يبدو في قلب العاصمة بيروت وليس في ضواحيها، ويأتي ضمن حملة بلغت ذروتها باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل أيام في سلسلة من الضربات الجوية المكثفة.

وقال شهود من رويترز إن الغارة التي استهدفت قياديي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصابت الطابق العلوي من مبنى سكني. ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي حتى الآن.

وتشير الهجمات الأحدث إلى أن إسرائيل لا تنوي إبطاء هجومها على جبهات متعددة حتى بعد مقتل نصرالله الذي كان أقوى حليف لإيران في ما يسمى محور المقاومة الذي يواجه النفوذ الإسرائيلي والأميركي في المنطقة.

وأثارت وتيرة الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على جماعة حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن نطاق السيطرة وانجرار إيران والولايات المتحدة إليه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم إن إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية" لإسرائيل تمضي دون رد، في إشارة إلى مقتل أمين عام حزب الله ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان عباس نيلفوروشان الذي اغتيل في نفس الضربات الجمعة.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون أن تحدد عدد المدنيين بينهم. وقالت الحكومة إن مليون شخص، أي ما يعادل خُمس السكان، نزحوا من منازلهم.

وأدى هذا التصعيد إلى دفع بيروت إلى حافة هاوية إذ يخشى اللبنانيون من أن تقوم إسرائيل بتوسيع حملتها العسكرية.

وقالت نوال المقيمة في بيروت "نقول الله يخلص لبنان. الله يصير فيه رواق... هذا إللي بقولك إياه. ما فينا نعمل شيء، ما فينا نقول شيء".

وأضافت "يسوى لي ما يسوى للعالم كله. إللي بييجي من الله كتر خيره".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي اليوم إن أكثر من مئة ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا منذ تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله هذا الشهر.

وكرر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دعواته لوقف إطلاق النار الفوري وسط تقارير عن تصعيد محتمل في الصراع الإسرائيلي اللبناني، وذلك بعد مناقشة القضية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي أمس الاثنين.

وقال لامي لقناة سكاي نيوز وسط تزايد المؤشرات على أن إسرائيل على وشك إرسال قوات برية إلى لبنان “رأينا التقارير في وسائل الإعلام حول المرحلة التالية لإسرائيل في لبنان”.

وأضاف “اتفقنا على الموقف الذي اتخذناه في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن أفضل طريقة للمضي قدما هي وقف إطلاق النار الفوري والعودة إلى حل سياسي”.