> فردوس العلمي:
- حورية مشهور: طبول الحرب وقرقعات السلاح أعلى صوتًا من أصوات السلام
- د. زينب القيسي: تعزيز الوعي الديني وبرامج متخصصة لدعم الاستقرار
- فاطمة مريسي: الحروب والنزاعات أفقدتنا إحساسنا بالأمان والطمأنينة
- عبدالله بن بريك: الحرب أبشع نتاج للاستبداد والاستحواذ يمارسه نخبة من الحكام
- عادل حاجب: السلام يتحقق عندما نكون جميعًا متساوين في الحقوق والواجبات
- علي محمد قشاش: ما أحوجنا لنشر قيم وثقافة السلام
> يقف اليوم العالمي للسلام محشورًا بين زوايا الحروب والاقتتال، محاولًا حماية نفسه من رصاص طائش أو رصاص رجع، وهو يشاهد العالم يحتفل به ولسان حاله يقول: "عيشوا يا شعوب العالم يومًا بسلام لتتقاتلوا باقي العام".
مرَّت اثنان وأربعون سنة منذ أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981، بهدف الاحتفال بمثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب. ومع مرور هذه السنوات، لا يزال العالم يلهث وراء سلام لا يأتي، بينما تستمر المنظمات الدولية والمحلية التابعة للمجتمع المدني في البحث عن السلام وسط عالم مليء بالحروب والإبادة الجماعية والعنصرية.
اليوم الدولي للسلام تم تحديده بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/67، وتم تعيين الاحتفال به ليتزامن مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة التي تُعقد كل عام في ثالث يوم ثلاثاء من شهر سبتمبر. وقد تم الاحتفال بأول يوم للسلام في سبتمبر 1982.
وفي عام 2001، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على القرار 55/8282، الذي يحدد تاريخ 21 سبتمبر يومًا للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار. وجاء الاحتفال هذا العام تحت شعار "معًا نحو سلام مستدام".
وزيرة حقوق الإنسان، حورية مشهور، أكدت أن "السلام المنشود هو السلام العادل والشامل الذي يلبي تطلعات جميع أبناء الوطن في الاستقرار والنمو، ويقود إلى مصالحات وطنية وجبر أضرار المتضررين من الحرب وتعويضهم بشكل عادل".
وأضافت: "تم الاحتفاء باليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر في ظل ظروف صراع ونزاع وتوتر في مختلف أنحاء العالم".
وتابعت: "للأسف، أصوات طبول الحرب وقرقعات الأسلحة بمختلف أنواعها أصبحت أعلى من أصوات السلام، التي خفتت بفعل القمع والترهيب وتكميم الأفواه في معظم دول العالم. وللأسف، لم يعد هناك فرق كبير بين الدول الديكتاتورية القمعية والدول التي تدعي الديمقراطية، التي كشفت ضعفها أمام ما يدور اليوم في العالم".
وأشارت الوزيرة إلى أن "العالم اليوم أحوج ما يكون إلى السلام، حيث إن أي خطأ في قواعد الاشتباك الراهنة قد يؤدي إلى حرب كونية".
وتابعت بالقول: "على مستوى بلادنا، وبعد أكثر من عقد من الحرب والصراع وتمزق الوطن ونسيجه الاجتماعي وتشتت نخبه السياسية، بالإضافة إلى الانهيار في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، أصبح السلام ضرورة وطنية وإنسانية ملحة".
قالت حورية مشهور: "احتفالنا بهذه المناسبة جاء بمشاركة العديد من النساء القياديات من الداخل والخارج. وقد تم التأكيد في هذه الفعالية على أهمية تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1325 الصادر عام 2000، وترجمته إلى خطط تنفيذية في برامج ومشاريع الجهات المعنية، الرسمية وغير الرسمية، حسب مجال اختصاص كل منها".
وأشارت إلى أن "القرار يتضمن منع ووقاية النزاعات عبر برامج إنذار مبكر، إضافة إلى مشاركة النساء الفاعلة في مواقع صنع القرار، خاصة في آليات بناء السلام في الدول التي تمر بمراحل صراعات مسلحة، كما هو الحال في بلادنا. ويشمل القرار أيضًا الإغاثة والإنعاش، خصوصًا للنازحين واللاجئين، وتقديم كافة أشكال الدعم والرعاية لهم".
وأكدت مشهور أنه "تم إعداد خطة وطنية للأعوام 2020-2023، ولكن للأسف لا يوجد تقييم لهذه الخطة، ولا نعرف ما إذا نفذت الجهات المعنية ما يخصها وما التزمت به".
وعن الخطوات المستقبلية لبناء السلام والحد من العنف، قالت: "بالنسبة للمجتمع المدني، سنواصل التوعية بأهمية تنفيذ القرار 1325، كما سنعمل على مراقبة وتقييم أداء المؤسسات التنفيذية، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وزارة الداخلية، وزارة الصحة، والتعليم، والمالية، والإعلام، وغيرها، للتأكد من مدى التزامها".
وأضافت: "سنستمر في جهود المناصرة لإدماج النساء بصورة فاعلة وكاملة في مواقع صنع القرار، وسنعمل على توسيع وتعزيز التحالفات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية".
من جانبها، قالت الدكتورة زينب القيس، مديرة تنمية المرأة بوزارة الصحة، إن "السلام يتحقق من خلال وضع استراتيجية خاصة بنشر الوعي وتغيير السلوك على المستويات الفردية، الأسرية، المجتمعية، والدولية".
وأكدت على "ضرورة تعزيز الوعي الديني، وعمل برامج متخصصة تستهدف جميع الفئات، من خلال نشر الوعي في المدارس والجامعات والمعاهد، ومن خلال خطباء المساجد، لتوعية الناس بضرورة دعم السلام، حيث أصبح الأمر ضرورة ملحة".
كما قالت الدكتورة سهير علي أحمد محمد، أستاذة القانون العام ورئيسة هيئة المرأة في المجلس الانتقالي الجنوبي: "يجب على الدولة مواءمة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق المرأة والإنسان مع القوانين الوطنية النافذة في الدولة".
وطالبت بضرورة "نشر هذه الاتفاقيات في الجريدة الرسمية ليطلع عليها الجميع".
وأشارت الدكتورة سهير، أستاذة القانون الدولي، إلى أنه "يجب على الدولة الالتزام بالاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان، كون هذه الاتفاقيات تمتاز بالثبات وفقًا لاتفاقية فيينا لعام 1978 بشأن خلافة الدول في المعاهدات الدولية. ونصت المادة الثامنة من تلك الاتفاقية على أن الخلافة الدولية تعني انتقال المسؤوليات والالتزامات الدولية من دولة سلف إلى دولة خلف".
وأضافت: "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قد صادقت على العديد من المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المرأة، ومنها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ويجب أن تلتزم الجمهورية اليمنية بهذه الاتفاقيات أيضًا. على المحامين والقضاة اعتبار هذه المعاهدات مصدرًا قانونيًا للحد من العنف ضد المرأة وضمان المساواة بينها وبين الرجل، مما يعزز حماية الحياة الاجتماعية للمرأة ويحد من الفقر".
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة اتحاد نساء اليمن في عدن، فاطمة مريسي، أن "السلام هو الحياة والطمأنينة. نحتفل باليوم العالمي للسلام ونحن نتمنى أن يعم السلام أرجاء الوطن، ويعم الحب والإخاء بين أفراد المجتمع".
وأضافت: "النساء دائمًا رمز للسلام، ونسعى جاهدات لنشره في مجتمعنا الذي يعاني من الحرب والنزاعات المسلحة.
لقد فقدنا إحساسنا بالأمان والسلام، وتعرضت النساء لكافة أشكال العنف نتيجة الانفلات الأمني وانتشار السلاح بشكل غير قانوني، في ظل غياب دور حقيقي للأجهزة الأمنية، مما أدى إلى زيادة الجريمة، وكان أكثر المتضررين هن النساء".
واختتمت حديثها قائلة: "نسعى جاهدات لتعزيز التلاحم المجتمعي ونشر السلام والمحبة بين جميع أفراد المجتمع دون تمييز".
من جانبه، قال عبدالله سعيد بن بريك، محاسب: "السلام والحرب متلازمان مثل الخير والشر.
السلام سيظل هدفًا تسعى إليه الشعوب، والحرب هي أبشع نتاج للاستبداد والسيطرة التي يمارسها بعض الحكام للهروب إلى الأمام".
فالتعدي على حقوق الغير لا يحقق الأمن والسلام المنشود. ولكي نعيش بسلام، يجب أن نحيا في دولة يحكمها القانون، حيث نكون جميعًا متساوين في الحقوق والواجبات".
الشاب علي محمد قشاش تحدث عن الأوضاع في الوطن، قائلًا: "جاء الاحتفال باليوم العالمي للسلام، وشعبنا اليمني، شماله وجنوبه، يعيش في أوضاع مأساوية بسبب الحرب. عشرات الآلاف من القتلى، ومئات الآلاف من الجرحى، وملايين النازحين يعيشون في ظروف صعبة على الصعيد المعيشي والصحي والتربوي والأمني، بسبب النزاعات المسلحة".
وأضاف: "ما أحوجنا إلى أن يسود السلام في وطننا الممزق. لن يتحقق السلام إلا بالحوار وحل الخلافات السياسية بين جميع أطراف النزاع".
وأشار إلى أن "العالم يعاني من الحروب في أوكرانيا وغزة واليمن ولبنان وليبيا والعراق والسودان وسوريا. هذه الحروب تهدد السلم الاجتماعي في الشرق الأوسط خاصة، والعالم بشكل عام". وأكد أنه "بنشر ثقافة السلام، يمكننا تجاوز الصراعات الدموية وتحقيق التعايش والوئام بين الشعوب المختلفة. وبنشر ثقافة السلام، نستطيع أن نتجاوز الفروقات العرقية والدينية ونعمل معًا من أجل تطوير العالم".