> المخا «الأيام» خاص:

أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح، على أهمية دور المعلم في التصدي للجهل والتعصب، مشيدًا برسالة التعليم في بناء مستقبل الأجيال. جاء ذلك في تدوينة نشرها على منصة "إكس" بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، حيث أوضح صالح أن "التعليم هو روح الجمهورية وأساس التغيير الحضاري ومحاربة الجهل والصلف والتعصب". كما أكد على ضرورة تكريم المعلم، ووصفه بأنه عماد عملية التعليم ورسولها، داعيًا المجتمع إلى الاحتفاء بمهنة التعليم ودورها الكبير في مواجهة التحديات.

يأتي تصريح طارق صالح في وقت يعاني فيه قطاع التعليم في اليمن من تحديات هائلة نتيجة سنوات الصراع المسلح الذي تشنه جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية. لقد تسببت الحرب في انهيار النظام التعليمي بشكل كبير، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويعاني المعلمون من أوضاع معيشية صعبة، حيث انقطعت رواتبهم لفترات طويلة، مما أجبر العديد منهم على ترك وظائفهم أو البحث عن مصادر دخل أخرى لتأمين حياتهم وأسرهم.

كما تسبب الصراع في تدهور بيئة التعليم بشكل كبير. المدارس تضررت أو دمرت، والكتب والمناهج أصبحت شحيحة، فضلًا عن ارتفاع معدل التسرب المدرسي بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية. علاوة على ذلك، استخدمت المدارس في بعض المناطق كمواقع عسكرية أو مأوى للنازحين، مما أدى إلى تفاقم الوضع التعليمي.

إلى جانب ذلك، تواجه العملية التعليمية في اليمن تحديات متعلقة باستغلال جماعة الحوثي للمناهج التعليمية لترويج أفكارها الأيديولوجية. فقد قامت الجماعة بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية في المناطق التي تسيطر عليها، بهدف نشر أفكارها وتغذية العقول الناشئة بتوجهات عقائدية. هذا الاستغلال يمثل تهديدًا مباشرًا لنسيج المجتمع اليمني، ويعزز من ثقافة الكراهية والتطرف بدلًا من تعزيز مبادئ التسامح والتعايش.

المعلمون في اليمن لم يتوقفوا فقط عند أزمة انقطاع الرواتب، بل يعانون من غياب البنية التحتية الأساسية للعملية التعليمية. بعض المدارس تفتقر إلى المقاعد، والكتب الدراسية شحيحة، وحتى الماء الصالح للشرب غير متوفر في كثير من المدارس. ورغم هذه الظروف القاسية، يواصل المعلمون العمل بإخلاص للحفاظ على ما تبقى من الأمل في مستقبل البلاد، لكن تلك الجهود تواجه تحديات يومية.

تزامنًا مع اليوم العالمي للمعلم، تبرز الحاجة الماسة إلى دعم قطاع التعليم في اليمن، من خلال تحسين أوضاع المعلمين وضمان حقوقهم، بما في ذلك صرف الرواتب بانتظام وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، كما يجب على المجتمع الدولي والمنظمات المعنية التدخل بشكل عاجل لإعادة تأهيل المدارس وتزويدها بالمستلزمات التعليمية الضرورية، إلى جانب مواجهة استغلال التعليم لأغراض سياسية أو عقائدية.

وفي هذه المناسبة، يمثل دعم المعلم وإعادة الاعتبار لدوره في بناء مستقبل أفضل حجر الأساس لإعادة إعمار اليمن. لأن التعليم هو الضمان الوحيد لبناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات وقيادة اليمن نحو مستقبل يعمه السلام والاستقرار.