> عدن "الأيام" ريم رامي محمد:

  • المدير العام: الماء يصل المنازل يومًا واحدًا أسبوعيا ولا نملك القدرة على زيادة الضخ
  • المنطقة الأولى: التوسع العشوائي في المرتفعات أضعف الإمدادات
حضرت "الأيام" اللقاء الموسع الذي عُـقِـدَ صباح أمس الأربعاء 9 أكتوبر 2024م، في مبنى المجلس المحلي لمديرية المعلا برئاسة عبدالرحيم عبدالكريم جاوي مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي للمديرية والذي هدف إلى بحث أسباب انقطاع المياه عن المديرية.

وأجرت لقاءً صحفيًا مع مأمور المعلا عبدالرحيم جاوي والذي قال "في لقائنا هذا حول أزمة المياه في مديرية المعلا، أود أن أشكر الحضور والتغطية الصحفية لـ "الأيام"، وأود أن أخبركم أن مشكلة المياه في المديرية تعود لفترة طويلة، حتى قبل أن أتولى منصبي، حيث كانت المياه تتوفر كل ثلاثة أيام، لكن الوضع الآن أصبح أكثر تأزمًا، ففي فصل الصيف الماضي كانت الأمور أفضل مع التزام التمويل، لكن خلال الفترة الأخيرة شهدت تدهورًا، حيث أصبح الوضع يتطلب الانتظار لمدة أربعة أو خمسة أيام قبل الحصول على يوم واحد من الضخ.

عبدالرحيم جاوي
عبدالرحيم جاوي
وأوضح مأمور المعلا أن أي مشكلة تتعلق بالمياه، مثل الانكسارات أو الانسدادات، تقوم المديرية بإجراء تصليحات فورية لها، مشيرًا إلى أن العمل يسير بالتنسيق مع الأخ أحمد خالد، مدير المنطقة الأولى في المؤسسة المحلية للمياه وهو المسؤول عن المياه في أربع مديريات وهي المعلا، والتواهي، وصيرة، وخور مكسر، وهو على دراية بكل ما يحدث.

وكشف عبدالرحيم جاوي أن السلطة المحلية تتحمل تكلفة هذه التصليحات كاملةً، وعند تقديم الشكوى، يتم توجيه مدير المياه في مديرية المعلا الأخ رائد أحمد للنزول من أجل تفقد الانسدادات وتحديد التكلفة، ثم نقوم باستبدالها.

ولفت مدير عام المديرية إلى أنه سيتم التبيين للحاضرين والناس حول ما إذا كانت السلطة المحلية في مديرية المعلا قد قصرت في عملها بخصوص انقطاع الماء أم لا، وأنا لا أملك القدرة على زيادة كمية الضخ أو سرعتها، لكن السلطة المحلية تعمل على الضغط على المؤسسة المحلية للمياه في العاصمة عدن من أجل توصيل المياه للمواطنين.

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

وقال مأمور المعلا "إنه لن يصمت في هذا الشأن، وأن الإعلام يعرف مدى ضغطنا على هذه القضايا".

ونفى الجاوي وجود مشكلة شخصية بينه وبين مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في العاصمة عدن المهندس محمد باخبيرة، مضيفًا أن العكس صحيح، ومكمن المشكلة في الآبار.

وأكد عبدالرحيم جاوي أن هذه الخدمة يجب أن تصل للمواطن بشكل منضبط، لأن المواطن هنا يعاني بشكل كبير.

من جانبه قال لـ "الأيام" مدير المنطقة الأولى للمياه المهندس أحمد خالد بـ "النسبة لمناطق المعلا، والتواهي، وكريتر، فقد شهدت هذه المناطق نموًا سكانيًا كبيرًا، فالمواطنين ينظرون فقط إلى المساحات الأرضية المسطحة، ولا يلاحظون مدى توسع البناء العشوائي في المناطق الجبلية، والذي يعد أحد الأسباب الرئيسة لضعف إمدادات المياه، بالإضافة إلى ذلك، يتضاعف استهلاك المياه نظراً لأننا في فصل الصيف".

أحمد خالد
أحمد خالد
وتابع خالد حديثه نحن نسعى جاهدين لتحسين الوضع، ولكن من المهم أن نلاحظ أن الطلب على المياه أصبح أكبر من الكميات المتاحة، فمدينة عدن باتت مكتظة بالسكان، وخاصة في المناطق الأربع، حيث يبدو أن السكان لا يعيرون اهتمامًا للمنازل القابعة على الجبال، وعلى العكس من ذلك مثل مديريات مثل المنصورة والشيخ عثمان واللتان تخلوان من الجبال، فمن المفترض أن يتم توفير تيار مستمر لدعم الحقول المائية.

وأشار مدير المنطقة الأولى إلى أن ضخ المياه بحاجة إلى إعادة تشغيل حقل الـ "روة" في محافظة أبين المجاورة للعاصمة عدن حيث يُعد هذا المشروع من المشروعات الخدمية الضخمة، إذ يُقدَّر إنتاجه اليومي في الظروف المُـثلى تقريبًا 22,991 متر مكعب من المياه، وهو ما سيساعد على انتظام دعم مدينة عدن بالمياه وتعزيزها بكمية كافية، مما سيساعد على التوازن بين السحب والطلب.

وشدد أحمد خالد على ضرورة إيقاف البناء العشوائي وترشيد استخدام المياه، منوهاً بأهمية تفعيل دور اللجان المجتمعية لحصول كل منزل على 2000 لتر من الماء لضمان توفر المياه للجميع.

ولفت إلى أن وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس لديه طموحات كبيرة لجعل عدن مكانًا أفضل بكثير من أي مكان آخر، داعيًا إلى التفكير الجدي في إنشاء مشروع تحلية مياه البحر في مديريات المعلا، والتواهي، وكريتر، وخور مكسر، وهي المجاورة للبحر.

إلى ذلك، أدلى رئيس اللجان المجتمعية في مديرية المعلا مهران ناصر مهدي سالم بتصريح قال فيه "نعاني في مديرية المعلا معاناة كبيرة جراء انقطاع المياه عن المنازل، على عكس باقي المديريات التي تقع قبل الجسر، وهناك أحياء في المعلا لا يصلها الماء نهائيًا حتى لو استمر الضخ لمدة عشرين ساعة متواصلة، فعلى سبيل المثال البيوت الواقعة بجانب سنترال المعلا، وحي المشروع السعودي (أو ما يعرف بحي الرياض)، وحي الـ "داهوفة"، وحي الكهرباء، وهذه كلها مناطق لا يصلها الماء على الإطلاق".

مهران ناصر
مهران ناصر
وأضاف مهران سالم أن هناك معاناة كبيرة لسكان المرتفعات الجبلي، بينما الأحياء المنخفضة مثل حي أكتوبر وحي "جيفارا"، فعلى الرغم من ضخ المياه لهم لمدة تتراوح ما بين الـ 12 إلى الـ 15 ساعة، إلا أن الماء لا يصل إلى المنازل، حتى سكان شارع الشهيد مدرم قاموا بإنزال خزانات المياه من على الأسطح إلى الأرض، لكن المشكلة ما زالت قائمة.

وبيَّـن رئيس لجان مديرية المعلا أن نظام ضخ المياه إلى المديرية كان يعتمد على يومين توقف ويوم واحد ضخ، لكن الآن نحن في اليوم الخامس بدون أي ضخ، وعند توفر الضخ يكون منسوب المياه ضعيفًا جدًا ولا يصل إلى باقي المنازل.

والتقت "الأيام" بعدد المواطنين، حيث قال أكرم الشرفي "للأسف قبل شهر قمنا بآخر زيارة لمؤسسة المياه طالبنا بزيادة ضخ المياه إلى المديرية، وبعد نشر عدد من المنشورات في منصة الـ "فيسبوك" قامت المؤسسة بزيادة كمية الضخ وزيادة عدد ساعات التوزيع، مضيفًا أنه وبعد فترة قصيرة عادت المشكلة مرةً أخرى، مؤكدًا أن المشكلة ما زالت قائمة وكل الحلول لمديرية المعلا صفر.

أكرم الشرفي
أكرم الشرفي
وأوضح الشرفي أنه السكان في مدينة كريتر، يحصلون على المياه لمدة 28 يومًا في الشهر، مع انقطاع لمدة يومين فقط، أما مواطني مديرية المعلا، فالمياه تأتي لهم سابقاً كل ثلاثة أيام، والآن أصبحت تصل كل أربعة أيام، ولا أحد يعلم من أين الخلل، مردفاً أن المواطنين في مديرية المعلا لا يعبرون عن استيائهم بالشكل الكافي، ولكن مع ذلك فما زالوا يحافظون على رباطة جأشهم حتى الآن.

ويشكو المواطن ممدوح صادق يسكن في الدور الأول في عمارة "ميون" بالشارع الرئيس أن المياه لا تصل إلى خزان شقته رغم أنه موضع الخزان يقع على الأرض، ومع ذلك لا يحصل على ضخ للمياه منذ أكثر من أربعة أو خمسة أشهر، مشيراً إلى أنه يعاني بشكلٍ كبير، ولا يعرف من المسؤول عن ذلك.

ممدوح صادق
ممدوح صادق
وأردف صادق أنه كان سابقًا يُـلقي اللوم على المأمور الجاوي، لكنه علم أن انقطاع المياه ليس له علاقة بمدير عام المديرية، مضيفًا أنه بعد عقد هذا الاجتماع بحضور "الأيام" أمس الأربعاء مع مهندسين ومسؤولين في مؤسسة المياه يتوقع أن يتم إيجاد حلول إن شاء الله.

واستدرك المواطن ممدوح قائلًا: "لقد أوضحوا للمواطنين في الاجتماع أن سبب ضعف المياه يعود إلى الآبار، حيث لا يصل الماء إلى خزان الـ "برزخ" الخاص بمديرية المعلا، وعلى الرغم من أن المياه تصل إلى كريتر، والشيخ عثمان، والمنصورة، فإن المعلا، والتواهي، والقلوعة يعانون بسبب عدم وجود ممثلين في ديوان العاصمة لنقل أصواتهم، مع العلم أن صبر الناس بدأ ينفد".