> «الأيام» إرم نيوز:

رجّح خبراء أن تكون جماعة الحوثي في اليمن الهدف التالي لإسرائيل بعد، مؤكدين أن تل أبيب ستتوسع إلى المناطق كلها التي توجد فيها أذرع إيران المسلحة، وهو مشروع مكتمل تسعى تل أبيب من خلاله إلى تقليم أظافر طهران.

وفي منتصف الشهر الماضي، وعلى وقع الضربات الموجهة من جماعة الحوثي في اليمن باتجاه إسرائيل، خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتوعدهم بدفع "ثمن باهظ".

وفي الإطار ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي في تصريح إذاعي بثته هيئة البث الرسمية، آواخر الشهر ذاته، على أن "وقت ميليشيا الحوثيين سيأتي، عقب الانتهاء من ميليشيا حزب الله، كون التركيز منصباً في الوقت الراهن على مواصلة الهجمات في لبنان".

ويرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، فياض النعمان، أن "جماعة الحوثي المدعومة من إيران تجرّ اليمن إلى صراع إقليمي أقطابه الرئيسة إسرائيل وإيران".

وأضاف النعمان، أن "التصعيد الحالي في المنطقة من قبل أدوات إيران ومن ضمنها جماعة الحوثي، ليس الهدف منه نصرة القضية الفلسطينية، كما يتم الترويج له في إعلام ما يسمى بمحور الممانعة، بل هو تصعيد عسكري وسياسي واقتصادي، لحماية النظام الإيراني من أي هجوم محتمل من قبل إسرائيل والقوى الداعمة لها وعلى رأسهم الولايات المتحدة".

وأوضح النعمان، أن "التصعيد الحاصل في المنطقة، الذي ابتدأ من غزة ثم لبنان، والذي قد يتوسع إلى كل المناطق التي توجد فيها أذرع إيران المسلحة، هو مشروع مكتمل تسعى إسرائيل إلى تقليم أظافر النظام الإيراني".

وبيّن النعمان أن "ما شهدناه من قصف إسرائيلي على موانئ الحديدة كان كردّة فعل للصلف الحوثي سواء في البحر الأحمر من استهداف خط الملاحة الدولية وقصف السفن، أو من خلال استخدام الأراضي اليمنية كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية تجاه إسرائيل".

وذكر المسؤول الحكومي أن "جماعة الحوثي ستُقدّم اليمن أرضًا وإنسانًا ككبش فداء لمشروع النظام الإيراني، من خلال التصعيد المتزايد التي تشهده منطقتنا، وعليه فميليشيا الحوثي لا يهمها مصلحة اليمن، ولا الانعكاسات السلبية على حياة المواطن الاقتصادية والإنسانية والصحية".

وخلص النعمان، إلى أن "المشروع الجديد الذي تقوده إسرائيل، لن تنجو منه أي دولة توجد فيها أذرع إيران المسلحة، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، وأن ما حصل في غزة أو يحصل اليوم في لبنان، سيتكرر في أكثر من دولة عربية".

وبدوره، قال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام عادل الأحمدي، إن "الحديث عن الانتهاء من لبنان وسوريا، أمر يستبق الأحداث، ويرتبط أصلاً بمسار الأحداث هناك".

واستدرك بأن "أولويات إسرائيل تكمن في البلدان العربية المحاذية لها، أي دول الطوق، وهي مسألة لا يمكن مقارنتها بمناطق أبعد نوعاً ما مثل اليمن".

وأوضح الأحمدي، أن "هناك اعتبارات تتعلق باختلاف الجغرافيا الداخلية بين اليمن ولبنان من جهة، واعتبارات الموقع الجغرافي الذي أشرت إليه من جهة أخرى"، لافتًا إلى أن "الخسائر التي يتعرض لها حزب الله ومحور إيران ستُلقي بظلالها على جماعة الحوثي كذراع في هذا المحور، لكن بنسبة مختلفة وبجوانب محددة".

واستدرك الأحمدي: "لا يعني بكل الأحوال أن جماعة الحوثي لن تتلقى أي ضربة، بل ذلك يبدو في حكم المؤكد، مثلما رأينا في الحديدة".

وعن توقعاته لحجم الضربة، يقول الأحمدي: "لا يمكننا استباق الأحداث، ولكن المؤكد أن اليمنيين لن يكون بمقدورهم تحمل المزيد من الخسائر في المنشآت الخدمية والحيوية والاقتصادية بسبب ميلشيا الحوثيين ونيران الإسرائيليين".

ويرى الأحمدي، أن "المخرج المؤمّل لدى اليمنيين، هو أن تستعيد الحكومة الشرعية التي تمثل جميع اليمنيين، سيطرتها على أراضيها كافة وخدمة جميع مواطنيها، وهذا وحده ما سيقطع الطريق على أي اعتداءات".

وخلص الأحمدي، إلى أن "جماعة الحوثي أوصلت اليمن إلى وضع كارثي يفوق الوصف، ولن تكون بمنأى عن هذه الكارثة في نهاية المطاف، بل سترتد عليها، ما لم تحكم العقل، وهذا أمل بعيد".