> «الأيام» غرفة الأخبار:

تواصل جماعة الحوثي هجماتها في منطقة البحر الأحمر التي عطلت حركة الملاحة، وتقول إنها تدعم بتحركاتها هذه الفلسطينيين في غزة، فيما توجه الولايات المتحدة ودول حليفة ضربات متواصلة للمجموعة في مناطق سيطرتها.

وذكر تحليل في مجلة "فورين أفيرز" أن هناك حلا أفضل من الضربات العسكرية الأميركية لمواجهة الحوثي يتمثل في لعب السعودية دور أكبر بهذا الصدد، عبر ضغوط اقتصادية وسياسية، لكن وفق "فورين أفيرز"، تلك الجهود فشلت في وقف الحوثيين الذين يواصلون احتجاز البحر الأحمر رهينة وتعطيل التجارة البحرية العالمية، مما يضطر شركات الشحن إلى تجنب قناة السويس واتخاذ طرق أطول بكثير حول قارة أفريقيا.

واعتبر التحليل أن الحوثيين يمكن مواجهتهم بشكل أكثر فعالية من خلال قيام السعودية وشركائها باستغلال نقاط ضعف الحوثيين المتمثلة في صعوبة استمرارهم على المدى الطويل من الناحية الاقتصادية، وإقناع الجماعة أن معالجة مشكلاتها الاقتصادية، وحماية مصالحها داخل اليمن، يتطلب كبح جماع أعمالها العدائية.

المحلل السياسي، فارس البيل، يرى عكس ذلك ويؤكد أن "الحل الأسلم" لإعادة الاستقرار والسلام في اليمن يتمثل في "دعم الحكومة الشرعية عسكريا وسياسيا وإسنادها بهدف إسقاط مشروع الحوثي، وهو الحل الأفضل في المنطقة بأكلمها".

وتابع "يمكن القضاء على الحوثي عبر القوات الشرعية وحلفائها لأنها الأدرى بالأرض، وهي التي لديها السند القانوني بالشكل الكامل لمقاتلة الحوثي واستعادة الأرض وحماية التراب والإنسان".

فورين أفيرز أشارت في تحليلها إلى أن ضعف الحوثيين الاقتصادي يتفاقم بسبب افتقارهم إلى الشرعية الدولية، وهو ما ظهر خلال الصيف الماضي حينما بدأت الحكومة المعترف بها دوليا في استخدام سلطاتها لعزل البنوك في شمال اليمن عن النظام المالي الدولي.

وأضاف التحليل أن تلك الخطوة كان من الممكن أن تعرض الواردات والتحويلات المالية الحوثية للخطر، وهي عواقب كان يمكن أن يكون لها تأثير أقوى من العقوبات الأميركية الحالية"، لكن هذا القرار تم التراجع عنه.
يرى المحلل السعودي مبارك آل عاتي، أن السعودية "تعمل على إعادة الاستقرار والسلام في اليمن من خلال إقناع الحوثي بذلك".

وحول الإشارة إلى أن السعودية بضغط اقتصادي وسياسي يمكن أن يكون لها تأثير أقوى من العقوبات والضربات الأميركية، قالت آل عاتي للحرة: "أعتقد أن الحل في اليمن يحتاج إلى كل السبل من الترهيب والترغيب".

وتابع: "الترغيب بإقناع كل الأطراف بأن السلام والتعاملات الاقتصادية والتجارية والانفتاح الاجتماعي كفيل بإقناع الشعب اليمني بالسلام، وبالتالي يقتنع من في الأجزاء الشمالية بذلك. وأعتقد أن هذا المنهج بدأنا نجني ثماره من خلال استمرار الهدنة".

وواصل البيل حديثه وأشار إلى أن الحوثيين بالفعل في حصار اقتصادي، وفرضوا بأنفسهم حصارا على الحكومة الشرعية واليمنيين بهجماتهم وقصفهم وتعطيل عمل الموانئ، لكنه أوضح أن بعد الضربات العسكرية التي استهدفت ميناء الحديدة خلال الأسابيع الأخيرة، سواء كانت أميركية أم إسرائيلية "سيفقد الحوثي المخزون النفطي خلال شهر أو اثنين وستواجه الجماعة أزمة كبيرة في مناطق سيطرتها".

وتابع: "لا تملك الجماعة حتى الآن أي حلول حقيقية وليس في أجندتها البحث عن حلول، لا تبحث سوى عن تنفيذ المشروع الإيراني".

من جانبه رأى المحلل السعودي أنه "بشكل واضح هناك دول أخرى لها تأثير وليس السعودية فقط، إيران لها تأثير قوي على الحوثي سواء عسكريا أو اقتصاديا، بجانب مصالح للقوى الكبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة، ودول أخرى بالمنطقة".

وأوضح: "التأثير على الحوثي منوط به دول إقليمية ودول كبرى، وللوصول إلى سلام لابد من تضافر هذه الجهود".

وأوضح البيل أن منح الحكومة الشرعية الحق في قتال الحوثيين "سيقلل من تكلفة الحرب على القوى الدولية، بمعنى أنها ستكتفي بغطاء جوي ولن تخوض المعركة بشكل كامل، حيث الشرعية قواتها وتحالفاتها منتشرة في مناطق مختلفة في اليمن".

وأشار إلى أن "الموقف الغربي حاليا مع التطورات الأخيرة"، مضيفًا أن "المعركة الاقتصادية تضر بالمواطنين أكثر من الحوثي، والحل الأسلم في دعم الشرعية عسكريا وسياسيا بشكل كامل، لتحرير كل المناطق من سيطرة الحوثي".