> «الأيام» الشرق الأوسط:

​أكدت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي نقلت على مدى الأسبوعين الماضيين الآلاف من عناصرها من محافظة إب ومحافظات أخرى إلى محافظة الحديدة، منوهين بأن الحديدة تشهد حاليًا استنفارًا حوثيًا وحفرًا للخنادق، وهو ما يشير إلى استعدادات لمواجهات عسكرية مرتقبة.

يتزامن ذلك وسط تأكيد القوات المشتركة في الساحل العربي جاهزيتها الكاملة لاستئناف عملية تحرير محافظة الحديدة من قبضة الحوثيين.

وهجّرت جماعة الحوثي سكان خمس قرى في مديرية الجراحي جنوب محافظة الحديدة (غربي اليمن)، خلال الآونة الأخيرة، وحولتها إلى مواقع عسكرية، بالتزامن مع حشد غير مسبوق لمعركة في المحافظة المطلة على البحر الأحمر.

وقالت مصادر محلية وحقوقية، إن جماعة الحوثي أجبرت من تبقى من سكان قرية "العكدة" وأربع قرى مجاورة جنوبي مديرية الجراحي، على النزوح من منازلهم بالقوة، وتمركزت بداخلها بعد استقدام تعزيزات عسكرية.

وأضافت المصادر أن جماعة الحوثي استقدمت أسلحة ثقيلة إلى المنطقة شملت "منصات صواريخ موجهة وبطاريات كاتيوشا ومدافع هاوزر، وعربات دفع رباعي، ودراجات نارية"، فضلاً عن معدات إنشاءات هندسية، وفق "يمن شباب نت".

وأوضحت المصادر أن المليشيا نشرت عددا كبيرا من عناصرها في منازل المواطنين وثكناتها والأنفاق التي أعادت تأهيلها مجدداً بعد أن طمرتها سيول الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.

وتأتي هذه التحركات تزامناً مع عمليات تهجير مماثلة لسكان قرية "منظر" بمديرية الحوك جنوب الحديدة، بعد الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من عدة محافظات وإقامة مناورات عسكرية.
وتشير المصادر إلى تحركات المليشيا جنوب الجراحي، تأتي مقدمة لشن عملية عسكرية باتجاه مديريتي حيس والخوخة المحررتين.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحشد الحوثي إلى خطوط التماس بمناطق سيطرتها في مديريتي الجراحي وجبل رأس، استعدادًا لخوض معركة فاصلة مع القوات المشتركة.

وبين الحين والآخر تهجر الجماعة سكان قرى في محافظة الحديدة ومحافظات أخرى، ضمن مخطط لتغيير التركيبة السكانية في البلاد، بطريقة يصفها البعض بأنها تشبه الطريقة الإسرائيلية في استيطانها للأراضي الفلسطينية.

يأتي ذلك في خضم تصاعد اضطرابات أمنية في محافظات خاضعة للجماعة، بالتزامن مع تأجيج مشرفين حوثيين لخلافات قبلية بين الأهالي بمحاولات لشق صفوفهم والسيطرة عليهم، ونقل الجماعة أعدادًا كبيرة من مقاتليها لتعزيز قواتها في تلك المحافظات.

وبهذا السياق، حذرت مصادر محلية في محافظة إب (193 كيلومترًا جنوب صنعاء) من ازدياد أعمال العنف والاضطرابات الأمنية بعد لجوء الجماعة الحوثية إلى تجنيد واستقطاب عناصر جديدة للعمل معها في أجهزة الأمن ونقاط التفتيش بدلًا عن العناصر التي انتقلت من المحافظة، إضافة إلى استعانتها بعصابات لنهب الأراضي وأعمال الجباية.

وكشفت المصادر أن الجماعة الحوثية عاودت نشر نقاط التفتيش التي كانت أزالتها خلال الأيام الماضية بسبب نقل أفرادها إلى محافظة الحديدة، بعد لجوئها إلى استقدام عناصر من خارج المحافظة، إلى جانب تجنيد آخرين من داخلها.

وبحسب المصادر، فإن العناصر الجديدة التي انتشرت في نقاط التفتيش في إب تستخدم في تعاملها مع السكان وسائل ترهيب وابتزاز وإجراءات تعسفية، يحتمل أن يكون وراءها توجيهات عليا بهدف إخضاع السكان الذين كانوا قد بدأوا يشعرون بتخفيف القيود عليهم لفترة قصيرة.

وتشهد محافظة إب فوضى أمنية متصاعدة منذ سيطرة الجماعة الحوثية عليها قبل 10 سنوات، ويعاني السكان من انتشار عصابات تمارس أعمال النهب والسطو المسلح والسيطرة على الممتلكات العامة والخاصة.