> «الأيام» سبتوتنيك:
لا يزال الدور الأمريكي في الحرب بين جماعة "أنصار الله " والتحالف العربي والشرعية اليمنية غير واضح، فتارة تتقدم بمبادرات وأخرى تهدد، وثم تقصف صنعاء وتشعل الجبهات الداخلية وتعود بالمشهد إلى بداية الحرب وإن اختلفت موازين القوى بشكل كبير جدا.
فهل تعرقل أمريكا مساعي الحل والسلام في اليمن وتشعل الجبهات مجددا بين "أنصار الله" والشرعية، من أجل استكمال مخططها في المنطقة، أم أنها ابتعدت عن المشهد وتراقب الأوضاع من بعيد؟
- وسيط غير حيادي
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "يفترض أن أمريكا كدولة عظمى في العالم أن تكون مثلا وقدوة لدول العالم في احترامها للقيم الإنسانية ومواثيق الأمم المتحدة التي تظهر احترامها في العلن وتمارس الضغوط في الخفاء، ما يعني أنها لا تسعى لحل المشاكل والنزاعات، بل تعمل على تعقيدها ولا تستخدم الوساطة بشكل حيادي، إنما تنحاز للطرف الذي يحقق مصلحتها على حساب الآخرين".
- المصالح الأمريكية
- طبيعة الحرب
في المقابل يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي اليمني: "لا بد من الإشارة إلى طبيعة الحرب في اليمن ومدى تأثير العامل الخارجي بدرجة أساسية في هذه الحرب، وكيف اندلعت وأسبابها والعوامل الخارجية المؤثرة في أحداثها، وهنا ندرك بشكل عميق وملحوظ، بأن عملية السلام والحديث عنها منذ سنوات وإن كانت تحديدا منذ عامين".
- أوراق ضغط
وأشار قاسم إلى أن "الواقع يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا تمتلك ملف السلام وتحركه وفق هواها، وكما رأيناه أخيرا في الدفع الأمريكي لإيجاد تكتل من بعض القوى القديمة أعني قوى الصراع، والتي لا تمتلك قرارها بما يعني أن أمريكا تعرقل عملية السلام وتستخدمه كأوراق ضغط تديرها وفقا ومصالحها".
- الإرهاب والطاقة
بدوره يقول الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، "إن السياسة والرؤية الأمريكية تجاه اليمن هى براغماتية نفعية وتنحصر في ملفين لا ثالث لهما (الإرهاب والطاقة)، هذان الملفان هما اللذان تنظر إليهما أمريكا في اليمن، لا يعنيها بعد ذلك أن تكون هناك حرب داخلية أو حل سياسي".
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "طالما أن المصالح الأمريكية في اليمن والمنطقة مؤمنة من الجماعات الإرهابية والأمور مستقرة في البحر الأحمر، فإن واشنطن لا تعبأ بأي شيء آخر، لذلك فإن هذين الملفين هما عين الأمريكان في اليمن، ومن خلالهما نستطيع أن نكتشف ماذا تريد واشنطن من اليمن".
واندلعت، الأحد الماضي، مواجهات بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" في محافظة مأرب شمال شرقي البلاد مسرح القتال الأعنف بين الجانبين منذ أعوام.
وأفاد مصدر عسكري يمني لـ"سبوتنيك"، في وقت سابق بأن "مواجهات دارت بمختلف الأسلحة بين الجيش اليمني ومجاميع من "أنصار الله" على خطوط التماس في مديرية رغوان شمال غربي مأرب".
وأضاف أن "أنصار الله" شنت خلال المواجهات، هجوماً جوياً بطائرة مُسيرة مفخخة استهدفت موقعاً متقدماً للواء التاسع حرس حدود في جبهة رغوان.
وأشار إلى أن القتال يأتي بعد أيام من اندلاع مواجهات مماثلة، بين اللواء 72 مشاة في الجيش اليمني، و"أنصار الله"، في جبهة المَّشْجح غرب مأرب.
ويأتي التصعيد الميداني بعد هدوء نسبي بين الجيش اليمني و"أنصار الله" في جبهات القتال في محافظة مأرب، منذ أشهر، إذ قتل جنديان وأصيب آخر، في 27 أغسطس الماضي، إثر هجوم طائرة مُسيرة للجماعة على موقع لـ "ألوية العمالقة الجنوبية" العاملة ضمن القوات اليمنية المشتركة في جبهة حَّريب جنوب مأرب.