قيل إن حكيم معاصر قال لحاكم أعبث في الحاضر كما تريد لكن لا تعبث في المستقبل، فقال له الحاكم لن نكون في المستقبل، لا أنا ولا أنت، فقال الحكيم ويل للحاضر والمستقبل من أمثالك، أنت الآن تعمل على تدمير المستقبل بتدمير التعليم يا هذا.
ويل لجيل اليوم وأجيال المستقبل من سلطة لا تصنع حاضرا جيدا ولا تصنع بيئة تعليمية جيدة تصنع رجال المستقبل، ولا نحتاج للإسهاب في واقع نعيشه وحال التعليم في بلادنا فأبلغ دليل على ذلك المستقبل هو حال المعلم العاجز عن دفع إيجار منزله ليبيت مع أطفاله في الشارع أو عدم قدرته على إطعام أطفاله، وما خفي كان أعظم.
على الجانب الآخر هناك سلطة مترفة لا يعنيها حال الناس في الحاضر، بل تمتد يدها لتصنع مستقبلا بائسا بصناعة أجيال من الجهل بإهمال قيمة ودور المعلم في صناعة المستقبل، وكل ما يصلنا من هذه السلطة البائسة هي روائح فساد تزكم الأنوف أصبحوا معها جديرين بصفة (أسوأ ممن أنجبت النساء) مع الاعتذار للأمهات العزيزات.
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وقيل في الأثر (من علمني حرفا صرت له عبدا) ورأينا زعماء عظماء معاصرين يخرقون البروتوكول ليهرولوا لعناق معلميهم وتقديم فروض الاحترام ولسان حالهم يقول بفخر (هذا المعلم هو الذي صنعني).
كل الشعوب والمجتمعات التي نهضت كان التعليم أولى اهتمام قادتها وتحولت الاعتمادات المالية للتنابلة إلى التعليم، حتى أن أحد الزعماء قام بإلغاء البرلمان في بلاده وحول موازنته للتعليم، المضحك أن تنابلة معاشق (صجونا) ببرلمان العجزة والمسنين لإضافة أعباء مالية لعجزة لا يمكن أن يحدثوا في الواقع شيئا إيجابيا على الإطلاق.
أصبح المواطن على قناعة بأن السلطة القائمة ليسوا إلا شخوصا طارئة لا يملكون رؤية أو مشروعا وطنيا يستوعب القضايا الوطنية بمسؤولية، لكن في خارج سياق الكلام نوجه التحية للحزب الاشتراكي اليمني الذي أعلن اعترافه بحق الجنوب في تقرير مصيره.