الإشارة إلى أن الدور قد يأتي على صنعاء بعد دمشق هو أمر وارد إذا استمر الحوثيون في ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة والجماعات التي اعتمدت على الدعم الخارجي وأهملت الشراكة الوطنية. على الحوثيين أن يدركوا أن الاعتماد المفرط على إيران وفرض سيطرتهم بالقوة لن يضمن لهم البقاء، بل سيؤدي إلى استنزافهم داخليًا وخارجيًا.
  • دروس يجب أن يتعلمها الحوثيون من دمشق
1 - تحصين الداخل
دمشق فقدت تماسكها الداخلي نتيجة السياسات القمعية والانقسام المجتمعي، مما جعلها عرضة للتدخل الخارجي. الحوثيون يكررون نفس الخطأ عبر الإقصاء والتهميش وإضعاف المكونات السياسية والاجتماعية في اليمن.

2 - رفض الارتهان للخارج
نظام الأسد فتح البلاد لإيران وروسيا لضمان بقائه، لكن ذلك جاء على حساب سيادة سوريا. الحوثيون يمارسون نفس الارتهان لإيران، مما يجعلهم أداة في مشروع إقليمي قد ينقلب عليهم لاحقًا.

3 - الشراكة الوطنية
الأسد فشل في احتواء المعارضة الوطنية في البداية، مما أشعل الحرب. إذا لم يتجه الحوثيون نحو شراكة حقيقية مع كل الأطراف اليمنية، فإنهم سيواجهون نفس المصير.

4 - التعامل مع القوى الإقليمية بحذر
واجه الأسد محاولات لاستغلال سوريا كجزء من صراعات إقليمية ودولية، فإن الحوثيين قد يجدون أنفسهم في مأزق مشابه إذا لم يضعوا مصلحة اليمن أولًا.
  • هل يتعظ الحوثي؟
الوقائع على الأرض تشير إلى أن الحوثيين لا يزالون يكررون أخطاء غيرهم من الأنظمة والجماعات التي استمرت في العناد حتى وصلت إلى حافة الانهيار. إذا لم يتخذوا خطوات جادة نحو التهدئة والحوار الشامل، فإن صنعاء قد تواجه مصيرًا مشابهًا لدمشق، خاصة في ظل تزايد التوترات الإقليمية والدولية التي تجعل الحوثيين هدفًا محتملاً.

اليمن بحاجة إلى قيادة ترى أبعد من المكاسب الآنية وتعمل على تحقيق سلام دائم ينهي المعاناة المستمرة منذ سنوات.