> مصطفى رستم:
"الجدران لها آذان" العبارة الأكثر تداولاً بين السوريين على مدار عقود طويلة استمرت لأكثر من نصف قرن، لا سيما حين تدور أحاديث جانبية في البيوت والغرف الضيقة بأصوات خافتة تتناول حكم عائلة الأسد وتجاوزات أفرادها، ومن شدة الخوف المعشش في نفوس الناس كان الجميع يحرص ألا يعلو صوته، وإن حدث ذلك ينبه بعضهم بعضاً بخفض الصوت لأدنى مستوياته لكثرة المخبرين والوشاة، بل تخطى الأمر ذلك أحياناً باستحضار لغة الإشارة والإيماءات السائدة في حواراتهم عن الحكم في سوريا.
- حرية التعبير على المحك
من جهته، تحدث المحامي والناشط في شؤون الحريات العامة، قتيبة عواد عن "ارتفاع مستوى الحريات العامة والتعبير عن الرأي خلال هذه الفترة"، ويقصد بها إزاحة الأسد عن السلطة بعدما نجحت الثورة السورية بتحقيق أهدافها، وتمكن الثوار من انتزاع الحكم، بيد أنه يعرج إلى "وجود تخوف من ما بعد حكم الأسد على المستوى السياسي".
ويتابع "كل المؤشرات تدل على خوف الناس من القادم، وإن كان الاقتصاد هاجسهم الأول بعد عقد كامل من العقوبات الاقتصادية، لكن ما يدور في فلك طريقة الحكم الجديد بدأ يخيفهم شيئاً فشيئاً، لا سيما في ما يخص الديمقراطية التي سعى إليها الثوريون والمعارضون والتي يتمنى الجمهور المحايد تحقيقها، بل أن كل السوريين يحتاجونها، فأين هي في بيانات الهيئة وأحاديث ولقاءات الجولاني؟ من الواضح أن الاستئثار بالسلطة غير مقبول ولا بد من إعادة تشكيل حكومة تضم كل المكونات، وتنتج أعمالاً وقرارات مفيدة لكل البلد".
- عدم الإقصاء
في المقابل كشف رئيس "الإئتلاف الوطني السوري"، هادي البحرة عن عدم الاجتماع مع قائد غرفة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، لكنه قال إن تواصلاً جرى مع "أطراف في إدارة الحكومة وأطراف مقربة".
وأضاف البحرة خلال مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول يوم الأربعاء 18 ديسمبر الجاري، أن الائتلاف سيعود إلى البلاد وسينشئ مقراً هناك، مضيفاً أنه ينوي شخصياً العودة أيضاً. وأشار إلى أنه ينبغي العمل على ترتيب الأمور اللوجستية وضمان حرية التعبير.
واعتبر البحرة أن "حكومة تصريف الأعمال في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف، ولا تقوم على أساس طائفي"، بينما لم يتوقف زعيم الهيئة، أحمد الشرع عن بث تطميناته للسوريين عن استتباب الأوضاع لا سيما الأمنية، وعدم المساس بالمكونات السورية، والحفاظ على العادات والتقاليد.
- دعوة إلى التريث
في المقابل، يطالب فريق من الشارع السوري بالتريث لمعرفة توجهات النظام الجديد، ويرى الناشط المعارض، المهندس بسام عرب أنه "من الضروري عدم الانجرار للخوف بل طمأنة الناس إلى الإدارة الجديدة والتعاون مع بعضنا البعض للعمل في كل القطاعات".
- ترقب عربي ودولي
- جمعية تأسيسية
وفي الأثناء، طالب مؤسس "تيار مدني" حديث العهد في سوريا، أمجد حسن بدران في بيان أول صادر في 16 ديسمبر الجاري، الأمم المتحدة بتشكيل "لجنة قانونية تضع قانوناً انتخابياً في سوريا لانتخاب جمعية تأسيسية أو هيئة انتقالية تتمثل فيها القوى السورية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدستوري والدولي وآراء فقهاء القانون، من دون الاعتداد بمن يملك سلاحاً أكثر، لأن السلطة الحالية على الأرض إقصائية غير جامعة للسوريين، ولا يحق لها التفرد بصياغة قوانين انتخابية. كما أن قوانين النظام السابق غير صالحة". وأضاف أنه يجب "تسمية ممثلي الفكر المدني وفق العدد المطلوب بالتعاون مع جميع التيارات المدنية لخوض الانتخابات ككتلة مدنية واحدة".
اندبندنت عربية